أفكارنا!!.. هي الينابيع الخفية المتواجدة داخل السراديب العميقة في أنفسنا... فالإنسان هو ما يفكر فيه طول النهار.. أفكارنا تصبح مع الوقت تجاربنا التي نخطها لمسيرتنا وبمحض إرادتنا في حياتنا، لتتحول بمرور الأيام واقعاً نعيشه بكل إحداثياته... فأما أن نختار أن يكون هذا الواقع هنيئاً طيباً أو مظلماً تعيساً... فحاضرنا الحالي ما هو إلا تجسيد حقيقي لأفكارنا السابقة!!.
عندما نفكر بطريقة سلبية وبشكل رديء فإن هذه الأفكار توَلد في دواخلنا مشاعر هدامة لا تجد لها طريقاً إلى الخارج فتتكدس بشكل هموم مؤلمة في أعماقنا... هذه المشاعر كونها ذات طبيعة سلبية فإنها حتماً ستظهر على شكل إعتلالات صحية كتقرحات المعدة والمشاكل القلبية والتوتر والقلق وغيرها الكثير الكثير من الأمراض... صحتنا وحيويتنا وطاقتنا هي إنعكاس جليّ لطريقة تفكيرنا، فكم من مرة تسببنا بأضرار جسيمة لأنفسنا دون أن نشعر بسبب أفكارنا السلبية؟!!.
تلك الأفكار السلبية التي تتسلل خلسة الى دواخلنا وتعترينا قد تتسبب بفتك أجهزتنا المناعية، مما يقلل من إنتاجيتنا وإبداعاتنا فتضعف بذلك فرصنا في الحياة... وبمرور الأيام تكبر هذه الأفكـار لتصبح أوهاماً تتمثل بشكل جراثيم نفسية تستوطن الجسد فتشوه فيه صورته عن ذاته، أو ربما تعيق مسيرتنا الحياتية وتغطيها بغلاف الضغينة وشراك الحب الأناني المفرط للنفس.
عملية البناء الصامتة التي تتم ببعد عن مداركنا فتدمغ حواسنا وأفعالنا هي أفكارنا؛ لذا علينا أن نعمل بشكل مستمر على مراقبتها وعن كثب... وأن نركز دوماً على أهمية زرع الأفكار الإيجابية بداخلنا التي سوف نحصد ثمارها الزاهية بلا شك من استقرار وسلامٍ داخلي يمكننا من تخطي كل أنواع الإضطرابات والعلل التي تعكر صفوة الحياة.
أسلوب حياة متجدد، لتجميل النفس وتحسينها من الداخل هو التفكير الإيجابي... فالجمال والهدوء الداخلي يبدأ من باطننا ليستحيل شعاعاً طيباً فيعمق إحساسنا بقيمة الحياة وأهمية وجودنا ويعزز فينا الإيمان بطيبة وجمال كل ما حولنا... التفكير الإيجابي يصبح مع الأيام عادة يستطيع أن يمارسها الجميع فهي لا تحتاج منا إلا الى وأد وحش تلك المشاعر الحاقدة والترسبات النفسية المضرة ومحاولة إلغاء آثار الذكريات المريرة والخيبات التي قد تعتري حياة أي فرد منا... فالمثابرة بإصرار على إزالة رداء التفكير السلبي والبغضاء عن أنفسنا هو المبتغى والمقصود من وراء تدريب أنفسنا على أهمية التفكير الإيجابي في حياتنا اليومية للوصول الى حياة أكثر سعادة واتزان!!.