عكفَ الأردن على إطلاق عَنان المبادرات في الاتجاهات الداعمة للمنظومة الإنسانية ليحظى بالاحترام العظيمِ لدى العالمِ جرّاء المواقف السياسية الأردنية المعتدلة وقدرتها على إبراز المشهد السياسي على الصعيد العربي بما يضمن توطيدَ أركان العملِ التشاركي وفقَ المبادئ الأصيلة التي ترسخت في الوفاقِ والاتفاقِ واحترام حسن الجوار و التفرد بتسخير السياسة الخارجية الأردنية وفقَ الصالحِ العام للدول العربية وتمكينِ النسيج القومي وتقريبِ وجهات النظر في القضايا المختلفة مما يضمن القدرةَ على مجابهة التحديات.
إن قيادتنا الهاشمية ممثلة بجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين تدفع وبكل ما أُوتيت من قوة إلى تدعيم أركان الجهود العربية الهادفة إلى الوحدة وصناعة مشروع عربي حقيقي يمتلك المرونة والقدرة على تذليلِ العقبات ومجابهةِ التحديات ويحقق أحلام الشعوب وآمالها ويدعم الاستقرار الأمني والبَحبوحةَ الاقتصادية والسيادةَ المطلقة بالاعتماد على تناغمِ الجهود وتوحيد التطلعات.
إن الموقفَ التاريخي للأردن العظيم يعكس مدى قناعاته بكل ما يتعلق بالوحدةِ العربية والواجبات القومية وحتمية الوقوف مع الأشقاء العرب بالرغم من قلةِ إمكانياته ووقوعه في خطوط المجابهات الإقليمية إلا أنه استطاعَ أن يثبت للجميعِ مدى صلابة جأشه ورسوخه على الثوابت الخالدة وانحيازهِ إلى القضايا المفصلية، فكانت القدس في عينه ودرأ عن مقدساتها ودفع الثمن لذلك فلم يقبلْ بأنصافِ الحلول لتكن الأفعال سابقة الأقوال ولتبقى خيول ثورة العرب مسرجاً تصهل بالحق وتذود عن الحمى وترسم بحوافرها التاريخ.
إن الدبلوماسية التي يحظى بها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين لم تكن مصدر قوة للأردن فحسب بل انعكستْ نتائجها على مجملِ المحيط العربي فكانَ الأردن وجلالة الملك على مسافة واحدةٍ من جميعِ الأشقاء العرب ليتصدرَ موقعهُ كقاسم مشترك ومقبول لدى الجميعِ على الصعيدين العربي والعالمي، فكرّسَ جهوده إلى درءِ الانقسامات وتحجيمِ الصراعات وتدعيمِ أركان الوفاق وإنهاءِ التوتراتِ والخلافاتِ ليكنْ رأبُ الصدعِ بين الأشقاءِ ليكنْ الأردن صاحبَ المشروعِ القومي العربي الخالصِ والجاد)..
إن عزم جلالة الملك لا يلين بإتجاه تحقيق أركان السلامِ القوي العادل الذي يضمن تحقيق إرادة الشعوب وأحلامها فكان وما زال يستقطب الرأي العام الدولي من خلالِ تفعيل دورِ الأمم المتحدة بدفع عجلة السّلام في المنطقة برمتها فقد أكد جلالة الملك بلقائِه الأخير في نيويورك مع الأمينِ العام للأمم المتحدة (انطونيو غوتيريس) إلى ضرورةِ تحريك عملية السلام على أساس حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية صاحبةَ السيادة والاستقلالية بعاصمتِها القدس، وتفعيل الدور الدولي في هذا الإتجاه لما يحققه السّلام من استقرار يحمل آفاقَ التحول بالإقليم التي باتت عواصف اللجوء تنهش في قدراتِه المتهالكة خصوصا بعد إحجام بعض الدولِ عن القيام بواجباتها تجاه اللاجئين مما بات يؤرق الدول المُستضيفة وعلى رأسها الأردن.
هذا هو جلالة الملك... ملكٌ عظيمٌ.... وهذا هو الوطن.... وطن عظيمٌ.
(الرأي)