في آب 2019 وقّع الاردن اتفاقية المشاركة في «اكسبو 2020 » دبي، الذي كان مقررا افتتاحه في 2020 لولا جائحة كورونا التي أجلت موعد افتتاحه وبقي محتفظا باسمه « اكسبو 2020»، لينضم الاردن الى نحو 190 دولة في العالم تشارك في هذا الحدث الذي يعتبر اول معرض اكسبو دولي ينظم في العالم العربي.

هذا المعرض الذي سينطلق في اكتوبر/ تشرين الاول المقبل تحت شعار: «تواصل العقول وصنع المستقبل»، ويستمر لمدة ستة اشهر، ليس معرضا عاديا كما كل معارض العالم بل هو المعرض الاكبر والاشهر، وتتنافس على استضافته دول العالم كما يكون التنافس على مونديال كأس العالم أو البطولات الاولمبية، نظرا لاهميته التجارية والاقتصادية والاستثمارية والتي تسعى دبي ليكون الافضل في تاريخ معارض اكسبو باضافة جميع الابعاد الثقافية والاجتماعية والحضارية والتاريخية بل والانسانية للدول المشاركة.

من هنا يأتي الاقبال الكبير للدول، والحرص الدؤوب على المشاركة والحجز المبكر وبناء الاجنحة الخاصة وبمساحات شاسعة تتناسب مع اقتصادات كل دولة.. ومن هنا أيضا تتفاوت استعدادات دولة عن اخرى من خلال ما ستعرضه وتقدمه على مدى ستة اشهر، ليس فقط للزائرين الراغبين بالاطلاع على ثقافات وحضارات ومميزات كل دولة، بل من خلال البرامج المكثفة التي تتنافس باعدادها الدول المشاركة من اجل اطلاع المستثمرين في كافة القطاعات الصناعية والتجارية والزراعية والسياحية والصحية وغيرها على الفرص الاستثمارية المتاحة، فهو يوفر فرصة لتجميع دول العالم على مساحة واحدة وفي فترة زمنية محددة توفر الكثير من الجهد والوقت والمال، وتزداد أهميته في ظل جائحة - لم تؤجل موعد افتتاح المعرض فحسب بل وأثّرت سلبا على كافة اقتصادات العالم، لكنها في المقابل زادت من أهمية «اكسبو 2020 » دبي، لتعويض ما يمكن تعويضه من استثمارات وصفقات واتفاقيات على كافة الاصعدة.

كل هذه الاهمية تجعلنا نتساءل: كيف يمكن للاردن الاستفادة من هذا الحدث الدولي الكبير على أرض الامارات العربية المتحدة الشقيقة وتحديدا دبي؟.. نعلم ان المشاركة قائمة، وان الاشقاء المنظمين قدّموا جميع التسهيلات لتمكين الاردن من المشاركة، وان الاردن أعد جناحا فخما وجميلا يليق بهذه المشاركة، ولكن السؤال بعد السؤال: ما هي خطتنا للمشاركة؟ وما هو جدول الاعمال؟ وماذا عن مشاركات القطاع الخاص بكافة قطاعاته؟ واين دور كل فريق؟ وهل لدينا خطة وهدفا للمشاركة نخرج منها بتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم تجذب استثمارات للاردن، ونحن الاحوج لكل ذلك خصوصا في هذه المرحلة من أجل تنشيط الاقتصاد وتشغيل الشباب؟.. ثم أين دور كل من: وزارة الصناعة والتجارة والتموين؟ ووزارة السياحة؟ وهيئة تنشيط السياحة؟ ودور هيئة الاستثمار؟ وغرف التجارة والصناعة؟ وغيرها.. ودور الحكومة بشكل مباشر (فاتفاقية المشاركة تمت في مقر رئاسة الوزراء الاردنية وهي بالنتيجة اتفاقية بين دولتين)؟.

كثير من الدول المشاركة أعلنت مبكرا عن برامجها، ولن أكون مبالغا اذا قلت ان كثيرا من تلك الدول التي أعلنت برنامج مشاركتها لم تضيّع دقيقة واحدة الا وأشغلتها بفعالية في جناحها سواء كانت: لقاءات تتيحها للقطاع الخاص مع مهتمين من مستثمرين في دول متعددة أخرى مشاركة او لقاءات لشرح الفرص الاستثمارية لدولها وزيارات لاجنحة الدول المشاركة.. فهل لدينا مثل ذلك؟.

نتمنى ونتطلع لان تكون المشاركة الاردنية في «اكسبو 2020» دبي، على مستوى الحدث، والا تكون «المشاركة فقط من اجل المشاركة» بل من اجل تحقيق نتائج استثمارية في كافة القطاعات تعود بالنفع على الاقتصاد الاردني سيوفرها هذا الحدث الدولي الكبير والذي يستهدف المنظمون له استقطاب (25 مليون) زائر خلال فترة المعرض.. فهل نلمس قريبا ما يطمئننا على امكانية تحقيق أهداف مشاركتنا في «اكسبو 2020» دبي؟؟.

(الدستور)