لن نخلي أنفسنا من المسؤولية
عبداللطيف الرشدان
19-09-2021 11:36 AM
يسهل على المرء ان يكرس نفسه للدعوة إلى الاستقامة والنزاهة والموضوعية والتجرد عن الهوى والنزوات ومخالفة القانون وان ينصب نفسه حكما عادلا ليفصل في في القضايا العامة واضعا نصب عينيه ما ينبغي أن يكون عليه الحال من الالتزام وأداء الواجبات ونكران الرداءة والانحراف واقتراف المنكر.
ولكن المرء لا ينظر خلال هذه العملية إلى نفسه ويقيم اداءه وأفعاله ومواقفه تجاه القضايا العامه التي تشغل الرأي العام
والتي تمس جميع جوانب الحياة العامه والممارسات السلبية التي تصدر من الذات وكأن هناك انفصام بين القول والفعل وتناقض في النظرة إلى أفعال الذات وأفعال الآخرين.
ولهذا نجد أنفسنا ندعو إلى نبذ الفساد وتظهر بمظهر المكافح له ولكننا نمارس الفساد باشكاله وندعو إلى نبذ التعيين بالواسطة بعيدا عن الكفاءة ونهرول إلى المباركة للفاسدين والذين تم تعيينهم بالواسطة ونقيم لهم الولائم والاحتفالات
وتعزز العلاقة معهم علنا نستفيد منهم شيئا ونجعلهم شيوخا يقودون الجاهات ويفصلون في المنازعات وندعو إلى محاكمة الفاسدين واذا أحيل أحدهم إلى المحاكمة نخرج في مظاهرات للمطالبة بالأفراح عنهم وننتقد قلة النظافة في الشوارع والباحات وتقذف بالنفايات من نوافذ سياراتنا وفي الشوارع العامة والاحياء وندعو إلى الترشيد والزهد ونسرف في موائدنا ودعواتنا وهكذا.
وندعو إلى الإصلاح ونحن بحاجة إلى إصلاح وثورة على الذات وما ينبثق عنها من نزوات وانحرافات وننتقد كثيرا من المواقف ونمارسها في آن واحد.
ومن هنا فإن الفيصل في الإصلاح يأتي من القمة إلى القاعدة وتفعيل القوانين وتنفيذها بصرامة على الجميع ولا ننتظر المبادرات الذاتية والتطوع التلقائي فذاك بعيد المنال.