ما بعد الحقيقة! عنوان لكتاب جديد يصدره حسني عايش قريبا جدا، وكتاب جديد بنفس العنوان للاستاذ أحمد جرادات، ومصطلح ما بعد الحقيقة يعني المفاهيم الآتية :
- الأخبار الزائفة والشائعات والقبول بها .
- أساليب التضليل ونجاحها في نشر الوهم والكذب .
والمصطلح من عالمة أعصاب تدعى سوزان غرين فيلد ويعني التكيف العصبي لعقولنا، وإعادة ترتيب خلايا الدماغ، فيضعف بعضها ويقوى بعضها بفضل ما يصل إلى دماغنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أخبار ومعلومات. فالعقل البشري كان مبرمجا بطريقة ما، ولما انتشرت وسائل التواصل، أعاد الإنسان برمجة عقله ودماغه، وصار قابلا لكل أشكال الزيف والحقيقة المعطاة واليقين الوهمي والمعتقدات والادعاءات.
وفي عام 2016 تم اعتماد مصطلح ما بعد الحقيقة – وهو أهم مصطلحات العام –
إن حقائق التواصل الاجتماعي قد أكدت عددا من الخرافات وأعادت تثبيت بعضها مثل برمودا الذي يسقط كل طائرة تطير فوقه، والأبراج ودورها الفاعل في تحديد الشخصية. والتنبؤات بأحداث قادمة ؟ والمؤامرات التي تستهدف حياتنا :
ففيروس كورونا مؤامرة، والتطعيم مؤامرة كبرى على الرغم من ملايين الوفيات ! ونظرية التطور خرافة على الرغم من أن فيروس كورونا تطور وتحور عدة مرات خلال سنة! وأمام عيوننا.
والتعليم عن بعد مؤامرة ضد الأجيال!! وغير ذلك من المؤامرات ....الخ، وإذا قلت المرأة في أفغانستان تحتاج إلى حماية ، قالوا إن أوروبا منافقة واغتصبت ملايين الألمانيات بعد الحرب العالمية الثانية ، وإذا قلت حقوق المرأة قالوا : مؤامرة على الأسرة المسلمة ، وإذا قلت ديمقراطية قالوا مؤامرة على الفكر الديني!! ...
وإذا قلت عقلك أغلى ما تملك ، قالوا العقل عاجز عن فهم الكون !! وإذا قلت تعليم التفكير قالوا الحقيقة بيّنة والخطأ بيّن !!
إن عصر ما بعد الحقيقة، اتسم بسهولة التصديق والقبول، والرضا عن اليقين والاستسلام لكل الشائعات! وكل شائعة تستدعي تنمرا هائلا ودفاعا أو مستميتا عن الحقيقة!!
ما حدث في مسلسل الروابي، جرف كل الحقائق ليظهر المسلسل مؤامرة على مجتمعنا ! وما حدث في البنطلون – ممزوع الركبة – اهتزاز لقيمنا !!
وفي عصر ما بعد الحقيقة تنتشر الأكاذيب، وإذا سألت عن مصدر الخبر يقولون : نسيت ! أو " بيقولوا" أو " عن فلان " ! فالأخبار تنتشر دون مصدر، والمصدر يختفي قصدا !! كل تقدم علمي كان مؤامرة على العقيدة السائدة ! هذا ليس عندنا فقط ! فعصر ما بعد الحقيقة يجتاح العالم
ففي أمريكا، ظهر ترامب وبوش الأب والابن، وسادت الشعبوية، واختلطت الأمور في العالم! وظهرت ملابسات عديدة أدت إلى انتشار مفهوم ما بعد الحقيقة !! فلم نعد نعرف صديقنا ولا عدونا !!
وعلى سبيل المثال، السياحة الشيعية مؤامرة، والأردن يخشى حزب الله على حدودنا الشمالية (عدو بديل) واسرائيل ليست خطرا، وتحرر المرأة دمار ...الخ
وهكذا تنتشر الحقائق دون مصدر ودون دليل !!
ننتظر كتاب حسني عايش الجديد " ما بعد الحقيقة "