في هذه الحالة وبعد أن خرج المريض من عمليته وبعد أيامٍ من مكوثه في قسم العناية الحثيثة، أحضر أخيه "صينية شوكلاته" فاخره ومرموقه ومنظرها بشهي!!!!
ولكن وبعد عشر دقائق من دخول الأم والأخوات إلى أخيهم الذي كان برفقة زوجته التي "تعتزم الشر" فها هو الوقت المناسب لتصفية الحسابات كعادة الكثير فلا رحمة بمريض، ولا رأفةً بوضعٍ صحي حرج.
لم نسمع إلا الأصوات تعلو وتعلو، لأخرج راكضةً إلى غرفة المريض ولكني دهشت مما رأيت!!!!
رأيت الشوكلاته يترامى ويتضارب بها الزوار، ولكنها لا تشبه هذه المرة "حلو الفرح" !!!!!
لقد ذكرتني بتلك التي تكون باهتةً ويضيع طعم السكر بها لأنها توزع على القبور!!!!
لن أخوض بسبب "الطوشة" لأن الجميع أخذ يمازحني ويقلدني وأنا في قلب الحدث ولساني السلطي يقول: "مشان الله اسكتو عيب عيب ترا هاي السوالف ما بتتسولف"!!!
ما زلت أذكر دموع الأم التي حرقت جزءً من فؤادي.
أخواته ما زلت أرى كسرة الخاطر في عيونهم.
أكثر ما أثار غضب الأم هو استهتار الزوجة بمرض ابنها المريض وهو يهلوس وتضحك لكلماته فتقول الأم شاكيةً لي: " يا ميمتي عاملة ابنا مصخرة الها ولخواتها"!!!!!
أدركت أن الحادثة ليست وليدة اليوم وأنه "القصة مش قصة الرمانة قصة القلوب المليانة"
ومرةً أضحك من شر البلية وبساطة الأم وهي تتحسر على الشوكلاته وتقول" ول عليها كيف نزعت هلشوكلاته الي جبناها لابنا"؟؟؟!!
ومرةً أبحر مندهشةٌ مما حدث؟!
إلى أن رن جرس هاتف الأم يتوسل اليها ابنها المريض: "يما ارجعي لا تروحي هاتي البنات وتعالي"
رافقتكم الى غرفة المريض وكان واجبي أن اخفف من حدة النار المجتمع مع الزيت "أهل المريض وزوجته"
فما كان مني إلا أن سألت عن طبيعة عمل الأخوات وأين الأزواج وفِي أي مدارس هم الأبناء، وحالة الطقس، وما هي الوصفات للعديد من الطبخات.
إلى أن جاء أحد العاملين ليرى أن الأمور هدأت فيقول ببساطته: " والله الصلح خير"
ليعود الجميع ويبدأ مباشرة الطوشة من جديد، فأقف حازمةً : "رجاءً خلينا نكمل حديثنا عن الطبخ....
الخلاصة: الطبخ التقليدي سهل نحكي عن تفاصيله، بس طبخ وتكتيك النسوان بخوّف!!!!
"نارو هادية"