المبدأ ثابت والموقف متغير
شحاده أبو بقر
18-09-2021 11:14 AM
هكذا هي نواميس الحياة منذ بدأت الخليقة،، فالأصل فيها ان المبدا أيا كان مضمونه ثابت لا يتبدل فيما المواقف متغيرة وفقا للظروف شريطة أن لا تتعارض مع المبدأ.
في زماننا هذا اختلت تلك القاعدة كثيرا، فالمبادئ هذا إن وجدت، تساوت في نظر الكثيرين في وزنها المعنوي مع المواقف،. وباتت قابلة للتغيير بتغير المكان وتوالي الايام، ما دام ذلك يخدم المصلحة الخاصة لمن كان يزعم أنه صاحب مبدأ في سلوكه ومواقفه.
أصحاب المباديء الحقيقيون لا يتخلون عنها تحت أي ظرف كان، وهم يتمسكون بها ويدافع ن عنها حتى لو كان في ذلك ما يجافي مصالحهم الشخصية الخاصة، وهم كالشجر المثمر في أوطانهم ومجتمعاتهم، والفاقدون للمبادئ هم على هوامش الحياة لا في صلبها، وهم من فئات لا يؤتمن جانبها وليست مؤهلة لأن تكون محل ثقة، فشعارهم غير المكتوب هو.. إذا الريح مالت مالوا حيث تميل.
ليس بالصعب ابدا في هذا الزمان قراءة كيف يتخلى الكثيرون عن مباديء ازكموا أنوف العامة بها طويلا وانقلبوا إلى نقيضها فورا بمجرد آت تغيرت مواقعهم وتحققت لهم فيها مصالح خاصة لا صلة لها إطلاقا بمبدأ.
قلنا أن المواقف تتغير وفقا للظروف العامة التي تستدعي هذا التغير، فالرجل يعارض أو يؤيد. بحسب ما يرى فيها مصلحة عامة لا خاصة وهذا حق لا غضاضة فيه، والرجل وفي اللحظة ذاتها لايعاند مبادئه.
حقا انه لغريب جدا أن تتساوى المبادئ والمواقف في وزنها لدى بعضنا من حيث استهانة التغير بين عشية وضحاها ليس من أجل المصالح العامة، وإنما من أجل مصالح خاصة تحققت بتغير الموقع وجلبت معها مكاسب ومغانم.
فعلا صدق المثل الشعبي القائل.. اللي تعرف رأس ماله بيع واشتري فيه. الله من وراء قصدي.