ما أن يقع حادث او مشكلة أو إهمال طبي حتى تشكل على الفور لجان تحقيق وليس لجنة واحدة تضع النقاط على الحروف ويكون عملها شاملا ونتائجها موضوعية ومرضية ولا تحابي أحدا او تجد الأعذار والمبررات للاخطاء من باب الحياء وتدخل الوساطات وعدم الرغبة في إيقاع العقاب وتذهب القضية ادراج الرياح ويتكرر المشهد ذاته مرات ومرات.
الواقع يفرض تشكيل لجان تحقيق ولا غبار على ذلك على أن يكون عملها شفافا وسريعا ومنصفا دو الالتفات إلى المحسوبيات والوساطات وان تتحرى الأمانة والدقة والشمولية وان تقدم توصيات عالية المستوى والأهم من ذلك تنفيذ تلك التوصيات وليس قتلها وتجميدها وعدم الاخذ بها.
قبل أيام قليلة فارقت الحياة طفلة في مشفى البشير نتيجة التشخيص الخاطىء والتباطوء في تقديم العلاج واليوم فارقت الحياة طفلة أخرى في مشفى الأميرة رحمة في اربد للأسباب نفسها وهي التشخيص الخاطىء والتباطؤ في تقديم العلاج.
ويبدو ان هناك نقص في الكوادر المؤهلة وبيروقراطية في اتخاذ القرارات واهمال ناتج عن طبيعة النظام الإداري الطبي في المشفيات وتأخير في أقسام الطوارئ وربما ان هذا احد الاسباب الذي أدى الاعتداءات المتكرره على الكادر الطبي من قبل ذوي المرضى.
الوضوع جد خطير وبشير إلى تراجع المنظومة الصحية ويدق ناقوس الخطر ولا بد من خطة استراتيجية تاخذ جميع المتغيرات بعين الاعتبار لمعالجة الخلل.