facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




ثلاث مصريات من لبنان: الخسوف


سمير عطا الله
17-09-2021 12:16 AM

عادت بديعة إلى القاهرة 1922 وهي النجمة الأولى في فرقة نجيب الريحاني. وفي مدينة تحب المرح والضحك توجت بديعة الممثلة الهزلية الأخرى. وانفتحت أمامها أبواب المال والهدايا من غير معجب. وإحدى هذه الهدايا كانت شقة في القاهرة انتقلت إليها في سرور وامتنان. وفي هذه الأثناء ازدادت قرباً من صاحب الفرقة، الريحاني الكبير، غير أن الرجل الذي كان يضحك مصر - ولا يزال – كانت له، مثل معظم البشر، شخصيتان: واحدة مرحة وحيوية بين الناس، وأخرى كئيبة وخاملة في المنزل.

وسوف تشكو بديعة في مذكراتها من سيد الكوميديا الصائع الضائع، الذي يمضي أمسياته مع رفاقه، يشرب ويهزر وينكّت ويلعب البليارد، ويترك زوجته الشابة وحيدة في المنزل. ومع ذلك قاما في السنة الثانية من الزواج، مع الفرقة، برحلة إلى البرازيل والأرجنتين وبعض الدول اللاتينية الأخرى، حيث وزَّعوا الفرح والطرب على أفراد الجاليات العربية. لكن الخناق كان دائراً بين الزوجين. هي تتهمه بالخمول والخيانة، وهو يتهمها بأنها مجرد رقاصة لا تفقه شيئاً. العام 1926 انفصلا. واشترت الزوجة في شارع عماد الدين «صالة بديعة»، وأصابت الصالة من النجاح بحيث حاول التجار تقليدها، كما حاولت النساء تقليد أزياء بديعة. بل إن أصحاب بديعة فاتهمتهم بالتآمر عليها مع ابن شقيقها أنطوان، الذي أتت به من لبنان لمساعدتها. لكن مع الحرب العالمية الثانية وامتلاء القاهرة بالغربيين، عادت أعمال بديعة إلى الازدهار، إلى أن حان وقت التقاعد، العام 1950. بعد أربعين سنة من العمل. باعت «كازينو بديعة» لعدوتها بيبا عز الدين، وغادرت مصر. ولم تنته أحزانها في لبنان. وبعد أضواء مصر وميدان الأوبرا (كازينو بديعة) وشارع عماد الدين، أنهت سنواتها الأخيرة في ظل شتورة الخافت. وقد حاولتُ أكثر من مرة زيارة المحل لكي أراها، لكنني كنت دائماً أخرج «بعروسة جبنة» مع الخيار والزيتون، تعدها لي موظفة المحل.

مع رجوع بديعة إلى شتورة، شارفت على الانتهاء تلك القافلة من اللبنانيين واللبنانيات الذين أعطتهم مصر شهرتها والشهرة العالمية أيضاً. عمر الشريف والشعراء (بالفرنسية) أندريه شديد، وجورج حنين، وجورج شحادة، والسينمائي يوسف شاهين.

تلك كانت الحقبة الجميلة، بين البلد الصغير والدولة الكبيرة، لا يفصل بينهما سوى ليلة في البحر، أو ساعة في الجو. وتجمع بينهما سنوات عجيبة في ثرائها: بيروت تصدّر العمال والشغالات والنجوم والباشاوات، ومصر تحتضن. وما كان غريباً أن يكون فؤاد حداد واحداً من كبار شعراء العامية في مصر. ويضعه البعض إلى جانب الأبنودي وأحمد فؤاد نجم. أعزكم الله جميعاً.

الشرق الاوسط





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :