facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




موكب القطط .. سباق مع الزّمن!


م. باهر يعيش
16-09-2021 12:23 AM

بالأمس نسيت هاتفي الخلوي على سور منزلي عند مدخل الكراج. كنت منشغلاً بكتابة ورقة بها من اللطف ما يعجز عنه مجنون ليلى أو عبلة أو أيامهم زمااان... أو سوسو وفوفو في عصرنا المضروب على عينه لأضعها لمن ترك مركبته أمام سور بيتنا بشكل يعيق حركتنا. صاحبنا يتدرب في شركة بجانب منزلنا هو وعشرات مثله. يوقفون مركباتهم كيفما اتفق. هذا الغضنفر أوقف مركبته بشكل يعيق حركتنا منذ ساعات طويلة. تركت الورقة تحت مسّاحة دموع المطر كما دموعنا نحن الغلابا على الزجاج الأمامي.

مضيت لهدفي وهو يبعد حوالي أربعة كيلومترات «سداح مداح» تقطع بزمن دقائق في غير شوارعنا، وبنصف ساعة أو أكثر فيها. من عادتي (أحياناً) وأنا أقف عند إشارة ضوئية ثقيلة الظلّ؛ أن أتسلى بقراءة بعض الرسائل على هاتفي خفية!. لكن في هذا اليوم بالذات؛ التزمت الحذر لم ألمس هاتفي، بالتالي لم أفتقده. وصلت هدفي بعد لأيات (مجموع لأي). تحسست جيبي، لم أعثر عليه.. تذكّرت؛ صرخت على نسق طيّب الذّكر (يوسف بك وهبي) عميد المسرح العربي في وقته وقد أُغلِق باب العمادة من بعده وهو يصرخ عندما يستنكر فعلا أو قولاً أو منظراً أثار استياءه: (ياااا للهَوْل!!!).

عدت أدراجي على الفور وكانت رحلة دامت عشر ساعات... من زمن المستعجل الملهوف. دعونا نرى: مركبة فطن صاحبها أن يتنزه على أقل من مهله وعلى يسار الطريق، لا يسمع لا يخشع، لا لإشارة تحذير ولا لإضاءة تحذير ورجاء أن افسح الطريق. انعطف يميناً لتغيير المسرب وكان يمسّج في هاتفه وهو يقود. الإشارات الضوئية باتت ذات زمن أطول بكثير من عادتها في اللون الأحمر، وأقل بكثير في زمن اللون الأخضر. من يبرمجها عرف بمشكلتي فأصرّ على مناكفتي. باص صغير أصرّ على أن يقف في مكانه وأمام مركبتي لالتقاط ركّاب أشّروا له من بعد ميل. قطّة وبسيناتها قطعت الطريق تتمختر بلا وجل من أحد.

كلّ السوّاقين بطيئون، كلّهم وكلّهنّ يمسّجون يتكلّمون بهواتفهم، كلّ الإشارات باتت ثقيلة الظّل.

كنت ملهوفًا قلقًا؛ ففي شارعنا ذي النهاية المقفلة؛ لا تمرّ دقائق من دون مرور مركبات تزعق سماعاتها.. (إللّي عنده عفش خربان «للبيييييع»، اللي عنده حديد مصدّي للبييييع)، وعربات يد كثيرة يقودها من يجمعون تنكة ملقاة من هنا وأصيص ضائع من هناك، ومن يتسكّعون، ينتظرونك على باب مركبتك يصرّون أن تعطيهم... أي شيء. هذا عدا المركبات الغريبة التي تطوف في طرقاتنا قريبا من مساكننا.

وصلت بعد لهاث ممن سابق الريح والزّمن، ركنت مركبتي على عجل، وما زالت المركبة الغريبة في مكانها، كذلك ملاحظتي. من بعيد لمحت هاتفي. شكرا لله أسرعت إليه اعتذرت منه وطلبت السماح. تساءلت؟!، هل هي خطيّة صاحب المركبة، ولو أنه المحقوق.. أسرعت لاستعادة ورقتي من تحت مساحة دموع المطر، وضعتها في جيبي وربّتّ على ظهر مركبته ألاطفها.. دخلت منزلي وشربت لتراً كاملاً من الماء المثلّج، لم ألحظ ما تقوله المذيعة على إحدى القنوات.. كلام في كلام.. أفغانستان وبلاد الواق واق وبلاد تركب الأفيال ولَم... تذكر أي خبر عن مأساتي في ذهابي وإيجابي.

(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :