«التفاعل الاجتماعي، الثقافي، السياسي، التعليمي مع الثقافات الأخرى»
خولة كامل الكردي
16-09-2021 12:22 AM
يعد المجتمع الاردني من المجتمعات المنفتحة على الثقافات الاخرى، ولا يعرف التمييز او التفرقة في معاملته مع الاخر المنتمي الى مجتمعات انسانية ذات ثقافات مختلفة ومتعددة. لا ضير بالنسبة له ان يمد جسور التواصل مع ثقافات تختلف في نمط حياتها وتفكيرها وعاداتها وتقاليدها عن نمط حياة افراده وعاداتهم وتقاليدهم.
ونرصده واضحا في نشاطات اجتماعية وثقافية وسياسية وتعليمية متعددة، ففي الجانب الاجتماعي ارتفع معدل المصاهرة فيما بين افراد من المجتمع الاردني باخرين من مجتمعات اخرى كشرق اسيا والامريكيتين وافريقيا وقد ظهر جليا في الاونة الاخيرة.
فالتفاعل الاجتماعي يستفيد الانسان الاردني منه وذلك بالتعرف على عادات وتقاليد المجتمعات الاخرى، فياخذ ما يناسبه ويتاقلم معه ويمازجه مع ثقافته ليصبح التوافق والتفاعل بين ثقافتين مختلفتين في اجمل صورة. وفي الجانب الثقافي يبرز اقبال الانسان الاردني على التعرف وبشكل حماسي على ادب وفنون مجتمعات بعيدة عنه في ثقافتها وتفكيرها، يستلهم منها ما يوافق ثقافة بلده ويضيفه الى الادب والفن المحلي ليثريه ويجعله اكثر تنوعا وجمالا. فمثلا شعر الهايكو الياباني بعض من الشعراء والادباء الاردنيين استهوتهم فكرة كتابة شعر على الطريقة اليابانية وهو ما يعرف بشعر الهايكو والذي في معظمه يصف الحياة الطبيعية وانعكاسها على حياة الانسان وتفكيره.
والرؤية الاردنية الحكيمة لكافة الملفات الدولية تجعله رائدا في العمل السياسي، وما اكتسب رجالات الاردن خبرتهم السياسية الا من خلال السفر والتعرف على القضايا العالمية بالاطلاع والدراسة والنقاش والسؤال، ومحاولة طرح الحل السياسي الاردني المستقل والمنبثق من فكر واقعي ومن مجريات احداث وامور سياسية كثيرة.
فالاردن معروف بحكمته وحنكته السياسية والتي اشاد بها العديد من القادة والزعماء السياسيين حول العالم، وكانت رؤية الاردن وما زالت محل تقدير واحترام في العديد من المحافل الدولية وتعدى ذلك الى الاخذ والتعلم منها واستلهام الدروس والعبر.
والتواصل ودمج التعليم الاردني بما يواكب تطورات العصر من اوضح اشكال التمازج التربوي والتعليمي بباقي الانظمة التعليمية والاكاديمية العالمية. فنظام التعليم المفتوح ونظام التعلم عن بعد لدليل على عمق التمازج التعليمي الاردني مع انظمة تعليمية جديدة وعصرية، وما يسمى بالتوامة مع جامعات عربية واجنبية يعزز من قدرة المجتمع الاردني على التواصل والتفاعل مع مجتمعات تختلف وبشكل كلي (المجتمعات الاجنبية) عن المجتمع الاردني، لكن تقبل الاخر والتواصل معه هما من ابرز مميزات المجتمع الاردني، وهذا ان دل فانما يدل على نشاط الفرد الاردني ومتابعته المستمره لما يستجد على العصر من تغييرات وتطورات وشغفه للتعرف على الثقافات الاخرى بغرض التعلم واخذ النافع منه، فالمجتمع الاردني يعتبر من المجتمعات البشرية القليلة التي تتصف بالمرونة في تقبل الثقافات الاخرى وبما يناسب ثقافته ومعتقده وتقاليده الموروثة بدون الاخلال بها او تشويهها او سلخها من مضمونها.