أعلنت مديرية الأمن العام بتاريخ ١٣/٩/٢٠٢١ ان ٤٦١ حالة وفاة وقعت العام الماضي في الأردن نتيجة حوادث السير وبمعدل وفاة واحدة كل ١٩ ساعه إضافة إلى آلاف الجرحى والمصابين وحالات الاعاقه الدائمه الناتجه عن تلك الحوادث.
تلك هي الحوادث المنظورة والظاهرة للعيان ولكن الأضرار النفسية والتوتر والقلق الذي يرافق مستخدمي الطرق اكثر من ذلك بكثير وهي تشبه الموت لأنها تتسبب في شدة التوتر والتعرض للانهاك النفسي والجسماني ولا يكاد المرء ان يصل إلى نهاية رحلته من السفر حتى يتنفس الصعداء من جراء فوضى قيادة السيارات والمماحكات على الطرق ويحمد الله على سلامة الوصول.
هناك عدة جهات معنية في هذا الموضوع بدءا من إدارة ترخيص السواقين ومرورا بامانة عمان والبلديات ووزارة الأشغال العامة والمحاكم وصولا إلى المواطن نفسه الذي يقود المركبة ويستخدم الطريق.
ان هذه الحوادث مدعاة لاعادة النظر في منح الرخص وعدم التساهل بها وعدم إعطائها الا لمن يتقن القيادة بعيدا عن الواسطات والرشاوى.
ثم هناك عدم كفاية في الشواخص واللوحات التحذيرية والارشادات المرورية. وهناك أيضا سوء هندسة الشوارع وسوء تعبيدها ووضع المطبات غير المنظمه والمفاجئه بشكل ملحوظ وبكثرة وفي أماكن لا تستدعي اطلاقا الحاجة إلى المطبات التي اصبحث من كثرتها وكانها عقوبة لكل من يستخدم الطريق ولا بد له ان يدفع الثمن نتيجة الأضرار التي تلحق بسيارته من كثرة المطبات التى تشبه قمم الجبال الوعرة إضافة إلى كثرة الحفر والانجرافات والتحويلات وامتلاء الشوارع بمخلفات الحجارة والاتربه.
ويأتي السبب الأهم في ذلك وهو أخلاقيات بعض السائقين واستهتارهم بأرواح الناس وعدم التزامهم بقواعد المرور كتغيير المسرب بشكل مفاجيء ومزاحمة الآخرين أثناء القيادة والاعتداء على الدور والتجاوز الخاطيء وقطع الإشارة الضوئية وهي حمراء والمرو بعكس اتجاه السير وإلقاء القمامة من نوافذ السيارات وتجاوز السرعات المقررة والطيش والإهمال واستخدام الهاتف النقال في المكالمات وإرسال الرسائل أثناء القيادة.
وهنا لا بد من البحث عن وسائل فاعلة في الرقابة على الطرق وضبط المخالفين من خلال الشرطة السرية واعادة النظر في نوعية العقاب المفروض على المخالفين بحيث تكون العقوبة زاجرة ورادعة في آن واحد.
هناك فوضى عارمة في استخدام الطرق والعقوبات المفروضة غير كافية والرقابة على الطرق غير كافية أيضا ولا بد من الإسراع في معالجة النقاط سالفة الذكر حتى نصل إلى مرحلة أخلاقية في استخدام المركبات والطرق.