الوصاية الهاشمية ضد التطرف الصهيوني
حسين دعسة
15-09-2021 12:07 AM
يترقب العالم بدء اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، مجلساً، والهيئات الدولية التابعة للأمم المتحدة.
جلالة الملك يشارك بقوة وفكر ورؤية هاشمية، انسانية وسياسية، وأمنية، يتواصل من خلال هذه الاجتماعات الدورية السنوية مع قادة العالم، يتشاورون حول قضايا العالم والمنطقة تحديداً.
ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، هاجس دولي، عربي، إسلامي واممي دائم، وتحاول إسرائيل، دولة الاحتلال الصهيوني، المراوغة والتباكي أمام العالم، لا تستطيع الاستمرار في سياسة تهويد فلسطين، والاستيطان، والقتل العشوائي وتغيير خارطة المدن والقرى الفلسطينية.
أخطر ما يحدث قبيل اجتماعات الجمعية العمومية التي سيلقي فيها الملك عبدالله خطابا تاريخيا (تبدأ الاجتماعات اعتبارا من يوم 21/9/2021), طبيعة أحداث العالم، والواقع الساخن في فلسطين المحتلة، وتعمد الجيش والقوى الأمنية الإسرائيلية اقتحام مدينة القدس، عبر مستوطنين متطرفين يهود، يدخلون بدعم من الجيش العدواني، وصلوا يوم أمس باحات المسجد الأقصى المبارك - الحرم القدسي الشريف بمدينة القدس المحتلة.
يحاول الأردن، ودول عربية وإسلامية حليفة وصديقة، حماية رسالة ورؤية جلالة الملك عبدالله الثاني، الوصي الهاشمي على القدس، وهي الوصاية الهاشمية الحضارية الإنسانية بكل أبعادها السياسية.
وتأتي هذه الاستفزازات الصهيونية وعشرات الاقتحامات، التي تغوص وسط الأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس، وخصوصا من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي الخاصة المدعوم بالشاباك والعناصر المضاربة بالسلاح.
الوصاية الهاشمية على القدس واوقافها الإسلامية والمسيحية، تعرض كوثائق مهمة تدعم قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن حول الدور الأردني الفلسطيني العربي الاسلامي، بكل ما يتعلق بالقدس وفلسطين المحتلة.
المملكة الأردنية الهاشمية، داعم وحامٍ لمكونات دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، وهي دائرة ترصد وتحمي، ما يحدث على ارض الحرم القدسي الشريف، وهي أعلنت أن 97 مستوطنا بينهم 25 طالبا يهوديا اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية، إضافة إلى اقتحام 8 عناصر من شرطة الاحتلال، وأن المستوطنين نفذوا جولات استفزازية في الأقصى، وأدى بعضهم طقوسا تلمودية بمنطقة باب الرحمة، في ذات الوقت مارست شرطة الاحتلال الصهيوني، قيودا مقصودة، مستفزة، على دخول الفلسطينيين من أهل القدس والداخل المحتل إلى الأقصى.
العالم الحر، والادارة الأميركية ترى، كيف يتم اقتحام الحرم القدسي الشريف، والمسجد الأقصى بشكل يومي، بأعداد تزيد على 600 مستوطن وعنصر أمني ومتطرف صهيوني، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الصهيوني.
في ذات المسار، وتنبيه أمام العالم والمؤسسة الأممية قبيل اجتماعات الأسبوع المقبل في نيويورك، رفع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، قرارات واشارات مهمة حول أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية التي يتولاها جلالة الملك عبدالله الثاني على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، ودورها بحماية هذه المقدسات والوضع القانوني والتاريخي القائم فيها، والحفاظ على هويتها العربية الإسلامية والمسيحية ضد الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية.
ورحب مجلس الجامعة برئاسة الأردن وانضمام الجزائر للجنة الوزارية العربية والمكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والانتهاكات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس المحتلة، ودعوة اللجنة إلى الاستمرار في مهمتها لتحقيق الهدف المنشود لها.
وحث مجلس الجامعة في ختام أعمال الدورة العادية 156 على مستوى وزراء الخارجية والتي اختتمت اعمالها بمقر الجامعة العربية برئاسة الكويت، وحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية، على تنفيذ قرارات مجلس الجامعة على المستوى الوزاري بشأن مواجهة الاستهداف الإسرائيلي للقضية الفلسطينية والأمن القومي العربي في أفريقيا، وتعزيز العمل مع الاتحاد الافريقي لدعم القضية الفلسطينية وقراراتها في المحافل الدولية.
كما حث المجلس، المحكمة الجنائية الدولية على المُضي قدماً في التحقيق الجنائي بجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، بما فيها تهجير الفلسطينيين من بيوتهم في مدينة القدس الشرقية.
في الوقت ذاته، عزز رئيس مجلس الأعيان، فيصل الفايز في كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية، مفهوم «إدارة الدولة الأردنية بين النظرية والتطبيق»، لافتا الى «أننا عندما نتحدث عن إدارة الدولة الأردنية بين النظرية والتطبيق فإننا نؤكد أننا كدولة قد استطعنا الحفاظ على أمننا واستقرارنا وتجاوزنا مختلف التحديات منذ التأسيس، كما أن الأردن في سياساته المختلفة واستراتيجياته المتنوعة وانطلاقاً من موقعه الجيوسياسي، يأخذ بعين الاعتبار في جميع خططه، العوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ويسعى دوماً إلى تطويعها وفقاً لمصالحه الوطنية بمختلف المجالات.
وأكد أن الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني لن يتخلى عن ثوابته الوطنية أو يساوم عليها، فالأردن لن يتنازل عن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
.. هذا التعزيز، أكبر رد على واقع ما يحدث من اقتحامات وتهويد للقدس، في وقت يسعى العالم، واحلافه ومنظماته الدولية والامنية والمجتمع المدني، إلى الاستناد الى الرؤية الملكية الهاشمية، التي تضع العالم في بؤرة الحلول والمنطق والارتهان إلى قوة الحق والقانون والعدالة الإنسانية.
(الرأي)