نعم لقد فتح جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين الطريق امام الدبلوماسية الأردنية لترتقي أعلى منابر الأمم المتحدة، وهذا يعود لحكمة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين والذي سار على نهج والده الملك الباني المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه والذي رثاه العالم بأسرة وحزن على فراقه.

بحمد الله وشكره فقد تولى مندوبون دائمون لتمثيل المملكة في الأمم المتحدة قامات دبلوماسية يشار لهم بالبنان. ونتيجة لإسهاماتهم المميزة في الأمم المتحدة على الصعد الدولي، فقد تم تكريمهم في مناصب مرموقة في الأمم المتحدة. فها هو سمو الأمير زيد بن رعد بعد ان أنهى مهمته كمندوب الأردن الدائم في الأمم المتحدة ونتيجة لحضوره المميز فقد تم تكرم سموه، وهو تكريم للأردن بالدرجة الأولى، بمنصب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان من ١ سبتمبر ٢٠١٤ إلى ٢٠١٨.

و ها هي مندوب المملكة الأردنية الهاشمية في الأمم المتحدة الزميلة السفيرة الدكتورة سيما بحوث بعد ان انهت مهمتها الدبلوماسية بصفتها الممثل الدائم للأردن في الأمم المتحدة.، فاذا بمعالي الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش ، يعلن عن تعيينها مديرة تنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة (Unwomen).. حيث يأتي تعيين السفيرة بحوث في هذا المنصب لسمعة الأردن الطيبة واسهامات الأردن في القضايا الدولية في مداولات ومناقشات الأمم المتحدة بتوجيهات القيادة الهاشمية الحكيمة اولاً، ولخبرتها السفيرة بحوث الوطنية والدولية والإقليمية الواسعة في الدفاع عن قضايا المرأة، وقدرتها في القيادية في بناء التوافقات والنهج التعاوني الذي يقدر إشراك أصحاب المصلحة المتعددين، الى جانب قدرتها على الإدارة اليومية لأعمال المنظمة بصفتها مندوب الأردن الدائم في الامم المتحدة.

ومن الجدير بالذكر ان هيئة الأمم المتحدة للمرأة، هي منظمة الأمم المتحدة المعنية بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. والهيئة هي النصير العالمي الرئيسي لقضايا المرأة، حيث نشأت بهدف إحراز تقدم فيما يتصل بتلبية احتياجات المرأة على الصعيد العالمي. حيث تدعم هيئة الأمم المتحدة للمرأة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في وضع معايير عالمية لتحقيق المساواة بين الجنسين، وتعمل مع الحكومات والمجتمع المدني لأعداد التشريعات والقوانين والسياسات والبرامج والخدمات اللازمة لضمان تنفيذ تلك المعايير بشكل فعال لتعود بالفائدة بحق على النساء في مختلف أنحاء العالم. وتعمل المنظمة على الصعيد العالمي لجعل رؤية أهداف التنمية المستدامة حقيقة واقعة بالنسبة للنساء والفتيات، وتقف وراء مشاركة المرأة على قدم المساواة في جميع جوانب الحياة، مع التركيز على أربع أولويات استراتيجية:

• قيام النساء بقيادة أنظمة الحوكمة، والمشاركة فيها، والاستفادة منها على قدم المساواة.
• تمتّع النساء بتأمين الدخل، والعمل اللائق، والاستقلال الاقتصادي.
• تمتُّع كل النساء والفتيات بحياةً خالية من جميع أشكال العنف.
• إسهام النساء، وتأثيرهن بشكل أكبر، في بناء السلام والصمود المُستدامين، والاستفادة على قدم المساواة من الوقاية من الكوارث الطبيعية والصراعات ومن العمل الإنساني .

بنفس الوقت تقوم هيئة الأمم المتحدة للمرأة بتنسيق عمل منظومة الأمم المتحدة وجميع المداولات والاتفاقيات المرتبطة بخطة عام ٢٠٣٠ في مجال النهوض بالمساواة بين الجنسين وتعزيزهم. وتعمل الهيئة على جعل المساواة بين الجنسين جزء لا يتجزأ من أهداف التنمية المستدامة وخطوة نحو عالم أكثر شمولًا.

نتمنى للزميلة الدكتورة سيما بحوث المدير التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة كل التوفيق و النجاح في مهمتها الجديدة و ان يكون لها اسهامات واضحة في خدمة المرأة الأردنية على الصعد الدولي مقتدية بالدور الريادي و غير المسبوق الذي تقوم به جلالة الملكة رانيا العبدالله حفظها الله على المستوى الوطني في دعم المرأة الأردنية، و على المستوي الدولي من خلال المؤتمرات الدولية التي تشارك بها جلالتها و تدعوا المجتمع الدولي دائماً لتعزيز حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين .

نعم هذا الموقع التي تسلمته الدكتور بحوث هو تكريم للأردن عامة وتكريم للمرأة الأردنية خاصة. و هذه رسالة للمجتمع الأردن و خاصة لمؤسسات المجتمع الأردني ضرورة العمل على تعزيز حقوق المرأة على الساحة الاردنية، لأنه باعتقادي ان المرأة ليست هي نصف المجتمع وانما هي المجتمع بأسرة، و بمقدار ما تتمتع المرأة بحقوقها المشروعة، بمقدار ما يكون المجتمع مجتمع حضاري، متقدم، ويصبح لدينا جيل بمثابة الروافع الحقيقة لتقدم و رفعة الأردن على الصعيد الوطني و على الصعيد العالمي و هذا يعود للمرأة بالدرجة الأولى .

حفظ الله الأردن وقيادته الحكيمة وشعبة الطيب.