الانتخابات والقضية والوحدة الوطنية
طاهر العدوان
23-06-2010 04:19 AM
لا يمكن تخيل اجراء حملة انتخابية في البلاد لا تكون فيها القضية الفلسطينية حاضرة في برامج المرشحين ودعاياتهم الانتخابية سواء أكانوا مستقلين او منتمين لاحزاب سياسية.
اذا كانت الانتخابات حرّة ونزيهة فان الشؤون الخارجية ستكون محل اهتمام الناخبين الاردنيين (او هذا مفترض) وبنفس الاهتمام بالشؤون الداخلية. فالرأي العام في هذه البلاد اظهر اهتماماً غير مسبوق بالتطورات الخطيرة في الضفة الغربية وخاصة في القدس المحتلة, منذ مجيء حكومة العنصريين او النازيين الجدد في تل ابيب.
ولأنها انتخابات عامة يسعى فيها المرشحون لكسب اصوات الناخبين بغض النظر عن منابتهم واصولهم, فانها فرصة على الصعيد الوطني لتوحيد الشعارات بشأن القضية الفلسطينية وتصحيح المواقف والمفاهيم بما يصب في مجرى تمتين الوحدة الوطنية, ومنذ بداية استقلال الدول العربية في منتصف القرن الماضي لم تكن الشعوب لتلتقي على هدف واحد اكثر من لقاءاتها على هدف التصدي للمشروع الصهيوني على ارض فلسطين.
كلما شاهد الاردنيون او سمعوا عن عمليات الاستيطان اليهودية الواسعة في القدس والضفة المحتلة يغشاهم الاحساس بانهم لا يزالون في دائرة الاستهداف الصهيوني فاسرائيل, في السياسة وعلى ارض الواقع تتصرف كعدو للسلام وهي تؤكد يوما بعد اخر بان وجودها يقترن دوما بفكرة الحرب وتهجير الاخرين واستلاب اوطانهم وممتلكاتهم, وهي عندما تعمل على تقويض مقومات وجود دولة فلسطينية مستقلة فانها تؤسس لحروب جديدة ولعقود اخرى من الصراع تتوسع دوائره عاما بعد اخر.
حان الوقت لتوحيد الشعارات والمنطلقات, فاذا تحدث الاسرائيليون وغيرهم عن خطط ومشاريع مؤامرات ضد الاردن, فهذا يجب ان لا ينعكس على الداخل الاردني لظهور ثغرات اقليمية او السعي الى خلق ازمة داخلية تقسم الناس الى قيس ويمن.
بل ان وجود مثل هذه المخططات في اذهان زمرة المتطرفين الصهاينة الذين يعلنون عنها بين وقت واخر, بصورة نوايا ومشاريع قرارات او شعارات حزبية, يجب أن يكون دافعا للاردنيين من جميع المنابت والاصول لرص الصفوف ورفع درجة الوعي نحو اهمية الوحدة الوطنية باعتبارها القلعة التي تتكسر عليها مخططات الشر التي تستهدف الاردن في الحاضر والمستقبل.
لا حملات انتخابية حقيقية معبّرة عن شؤون وشجون الاردنيين, اذا لم تجد القضية الفلسطينية والخطر الصهيوني مساحة واسعة في الحملات الانتخابية, التي تشكل مناسبة لاغلاق اخطر النوافذ, التي جرت منها رياح سوداء خلال العامين الماضيين مست بالوحدة الوطنية.
ان توجيه الانظار كلها نحو اجراءات اسرائيل واستيطانها وتهديداتها- باعتبارها الخطر الحقيقي, الذي يهدد الأمن والاستقرار والاوطان وحشد الجهد الوطني كمقدمة لحشد الجهد العربي لمواجهة هذه الاجراءات- هو افضل المتاح على الساحة الوطنية للتصدي لمخططات اسرائيل ومناصرة الشعب الفلسطيني ودعم نضاله من اجل الدولة المستقلة وحق العودة وتقرير المصير.
taher.odwan@alarabalyawm.net
(العرب اليوم)