استقال "محمود الكفاوين" مدير صندوق المعونة الوطنية ، من موقعه ، وتم قبول استقالته ، وفي استقالته خسارة شديدة للعمل الاجتماعي والانساني.
مثل الرجل يعد كفاءة بالغة الاهمية ، فهو اضافة الى كونه نظيف اليد ويتسم بالنزاهة والاستقامة ، فهو ايضا خبرة هائلة تكونت على مدى سنوات في التعامل مع الحالات الانسانية ، وفي موقعه الحساس ، واجه كثرة ارادت تسييل المال لمصالح انتخابية او نيابية او اجتماعية الا انه كان "سدا منيعا" في وجه تسييل مال الفقراء ، في جيوب المتنفذين ، ولأجل مصالحهم.
كان يعتزم الاستقالة مراراً ، والتقى مسؤولين في الاسابيع الاخيرة ، عارضا سر واسرار رغبته بالاستقالة ، الا ان شيئا لم يتغير ، وفي انموذج الرجل مايجعلنا نتوقف عنده بعمق ، اذ انه كفاءة مهمة ونادرة ، فلماذا نفرط بمثل هذه الكفاءات ، بهذه البساطة ، وبتلك السهولة؟؟
التفريط بالكفاءات المحترمة امر ليس جديداً في الادارة المحلية ، فقد خسرت الادارة عشرات الاسماء النادرة على مدى سنين طويلة ، بسبب تعب هؤلاء ، او لوقوعهم في شباك مسؤولين لايتفهمون اهميتهم ، واذا كان مصير الانسان الطبيعي ان يتقاعد في نهاية المطاف ، فأنه من المؤلم ان نفرط بمن لايفرط بهم ، وان نستقطب في حالات من لايستحقون الاستقطاب.
من جهة ثانية تتأمل وضع موظفي وزارة التنمية الاجتماعية وصندوق المعونة الوطنية فتكتشف ان هؤلاء بحاجة الى وقفة عندهم ، وتحسين ظروف حياتهم ، وهم في حالات اكثر فقراً من الحالات التي يساعدونها ، بل بعض الحالات التي تتلقى مساعدات شهرية يعد وضعها افضل لانها تجمع المال من شبكة مؤسسات ومتبرعين ، فيفوق دخلها ، دخل ثلاثة موظفين رسميين.
الذي نريد هو ان من يعطف على الناس ويشعر بهم ، علينا ان نشعر به اولا ، وعلى هذا فان موظفي الوزارة والصندوق في وضع صعب ، ولابد من تحسين ظروفهم بقطع اراض ، او بمخصصات اضافية ، او تعديل رواتبهم ، واستثناء الوزارة والصندوق من التقشف الحكومي ، وتعديل كل الانظمة التي تخص هذا القطاع ، لانه قطاع حساس يتعامل مع بيوت الناس ، ومع المال ، وفقر الحالات.
خسرنا "محمود الكفاوين"لانه كفاءة مهمة ونادرة ، وحين يستوي الرجل الكفء على السرج ، نتشهد ونحمد الله ، في حين ذهابه يشكل خسارة كبيرة.
(الدستور)