إلى الدفاع المدني .. شكراً وتحيَّة
مجيد عصفور
13-09-2021 12:23 AM
بعيداً عن لغو السياسة والسياسيين، وعن زبد المخرجات والمدخلات وما بينهما من نجاحات زائفة مُعلقة على شاشات «الداتاشو» وخطوطها البيانية الافتراضية التي لا تعبر عن الواقع أو تلامس الأرض، ارغب في تسليط الضوء على أحد أهم الإنجازات الحقيقية التي تعتبر مكسباً للوطن والشعب، عن جهاز يتعامل مع أعز ما يتمسك به الإنسان وهو الحياة والمال، عن جهاز يقدم خدماته لكل الناس بصمت واحترافية وفوقهما نخوة وشهامة الأردنيين، عن رجال مهمتهم هي الأصعب وهمتهم هي الأعلى، عن جهاز الدفاع المدني في وطني، الوطني بالممارسة الكاملة والفعلية من غير ادعاء أو دعاية يستجيب لنداء كل مستغيث بسرعة ودون أي تثاقل أو تذمر.
أعرف شخصياً حالات كان أصحابها على بعد خطوة من الرحيل لولا عناية الله أولاً وسرعة استجابة رجال الدفاع المدني ثانياً، الذين وصلوا إلى المستغيثين بهم خلال دقائق وباشروا إجراءات النقل والإنقاذ بمهنية وكفاءة عاليتين كان لهما أبلغ الأثر في الحفاظ على حياة المرضى، في الزمن الأدق من حياة الإنسان الذي تعتبر كل دقيقة وثانية فيه حاسمة في تقرير مصير المريض وحيث المسافة الفاصلة بين البيت والمستشفى هي ذاتها الفاصلة بين الحياة والموت.
الدفاع المدني في الأردن مفخرة بلا شك وهو منجز مهم من منجزات الدولة ومرفق يقدم خدماته بلا مقابل لا ينتظر من المواطن سوى أن يُسهِّل طريق آلياته على الطرقات لتصل إلى أهدافها بسرعة، وألا يتجمهر في أماكن الحوادث حتى لا يعيق عمل اطقمه، وألا يحول نزهته إلى وبال على البيئة بترك مخلفاته بعد مغادرة المكان، وألا ينسى أو يتناسى اخماد نار الشواء، التي تتسبب في اشعال الحرائق وتدمير الغابات لأنها حق لكل الناس ومتنفس للبشر والطبيعة في آن.
هل هذه الطلبات صعبة؟ بالتأكيد انها سهلة وأقل الواجب الذي يجب أن يقدمه المواطن إلى بلده، لأن استدامة الحياة الكريمة تقوم على مبدأ التعاون والإحساس بالمسؤولية تجاه الممتلكات العامة قبل الخاصة.
تحية خالصة إلى الدفاع المدني الأردني، على إنسانية رجاله وتفانيهم في انقاذ أرواح المستغيثين، واطفاء نار القلوب والحرائق التي لا تبقي ولا تذر تأكل الأخضر قبل اليابس وتحيل الحياة إلى سواد.
الرأي