أَطْلِق لِحيَتَكَ وانعم بِلَقَبِ (شيخُ الدِّين)
د.يوسف صفوري
12-09-2021 02:43 PM
أساسٌ وبُنيان
وزَرعٌ وحَصاد
وحلالٌ وحرَام
كثيرٌ من كَلامِ فلاسِفة الدِّين كذلك
وكأن كل شيء رِهان
فإن تَزْرَعْ تَحْصُدْ
والبُنيان سيَنْهَال على رأسِك بلا أساس...
وكأن يأسِيَ كشابٍّ يستوعِبُ حديثَكُم!
مَلَلْتُ وغَيرِي كل هذا التكرار في الحَدِيث
خُصوصا إذا ما تَقَوْلَبَ بِطَابعٍ دِينيٍّ مُمِلْ
سواء نجَحْتَ وتَقَدَّمْت أم فَشِلْتَ ووَقَفْتْ
ستَظَلّ النصائح ذاتها...
لكن ذاتِيَ تَبغَضُ الرّوتين
وفي داخِلِي حِقْد على مُصطلح ( شيخ الدين )
ملَلْتُ حتى من تأثر أهلي ببركةِ اللّحَى
ملَلْتُ من معلمٍ يَفْتَقِرُ للعلم يدَرِّسُني كتب الدينْ
ومن أسلوبِ نصيحةٍ سلبيٍّ داعِمُهُ الأكبر التَّرْهِيب من الفَشَل
وأنا الآن أفْشَلْ
فما أنتم فاعلون؟
ليس لَكُم إلا التّكرار والتّكرار ولا يَنْقُصني إلا لحيةٌ لأمتهنَ مِهنَتكم فتبًّا لكم يا أنصاف المُتعلمين
- إن كان لدَيكُم النِّصف...
متى يتجَدّد خِطابكم الدِّينِيْ ليجمعَ بين الأصالةِ والمُعاصرةْ
زِدْتُّم يأسيَ يأساً
فكفاكم تِجارةً بالدين
مَلَلْتُ من أسلوب الصّراخ عبَثًا في خُطبةِ الجمعة
أو التَّنويم بما يَنطِقه الفَم بما لا أفهَمه كُلّ يَومِ أَحَدْ
حتى قطَعْتُم حبلَ الوِصال بينِيَ وبين بيتِ الله
مَلَلْتُ من وظيفتكم الدُّنيَوية المَادّية
ما بينَ إقامةِ صَلاةٍ أو قرْعِ أجراس الكَنيسَة
بين وظيفة شيخٍ أو خورِيّْ
حتى أصبح التَّقْدِيس لكُم لا للدِّين
فلا لوم عَلَيَّ الإلحاد بسَبَبِكُمْ
أو أنْ أقَعَ ضحيةً للتّطرف والفكر الظلامي...
نسِيتُم كل هُمومي كشاب ومُؤامراتِ الغَزْوَ لفِكْرِي
ونسيتُم أن الدِّين خُلِقَ لمساندة وتقويم مِثْلِي
أضَعْتُم شبابِيَ في التّرهيبِ من الحَرام
حتى عُدْتُ عديم الإحساس بفِعلهِ
إلى أنْ أصبَحْتُ ضحيةً تَنْبِذونها في خُطَبِكم
وتمَرُّدُ الشباب في نفْسِي بكل أخطائي أصبح يتَغذّى على الشّحنِ السلبيِّ بنَبْذِي
فبذْرَة الدِّين خَيِّرة ولكن
عن أيِّ زَرْعٍ وأيّ حصادٍ تتكلّمون؟
وقد أحَلْتُم عَطاء الزِّراعةِ دُونَ الأخْذ بأسبابِ الجفاف
وأساسُ الدينِ واضحٌ يا عُلماءَ أمّتنا
فلِمَ أحَلْتُم عَطَاءَ البِناء لأنْصافِكم؟
-أَطْلِق لحيَتَكَ وانعم بِلَقَبِ (شيخ الدين)
(بين يدي الجهات المسؤولة)
د. يوسف صفوري
ليس مَغزَى الحَدِيث التَّمرّد على الدِّين
بل استعراضا لواقعٍ ليس إلا
تذَكَّر الآن أنك شابٌ وَلَدْتَّ نفسك من جديد فابحث عن صَوَابِ الدِّين والمُتَعلّمين
فكفانا تَمَرُّدًا وحججًا بنُفورِنا من الدِّين لأي سَببٍ كان
فكلنا نعلم سبيل الرُّجوع إليه للتَّقَدُّم به من جديد
لكن الاعتِيَادَ على الأخطاءِ أصبَحَ كاهِلًا
وحَالَ بيننا وبين الرُّجوع طَوْعًا وانقيادًا لهَوَى النَّفْسْ
مُكَرّرًا إيّاها مِرارا وتِكرارا
(استَرجِع إرادَتك لكُلّ ذلك).