فرار مسَاجين أم قرار سجّانين !
د. عادل محمد القطاونة
12-09-2021 10:43 AM
شكلت حادثة فرار ستة من الأسرى الفلسطنيين من سجن جلبوع الاسرائيلي، والواقع في منطقة الأغوار غرب بيسان صدمة لدى الشارع الاسرائيلي وفرحةً لدى المواطن العربي؛ الحادثة هي الأولى من نوعها لهذا السجن الذي تأسس عام ٢٠٠٤ امتدادًا لسجن شطة الذي يعود إنشاؤه للحكم العثماني؛ حيث شهد هذا السجن ثلاث محاولات سابقة للفرار لم يكتب لها النجاح بسبب أن هذا السجن تحديداً يعتبر من أشدها رقابةً ومتابعةً، وهو المعروف بأنه من المواقع الأكثر حراسة بين السجون الاسرائيلية!
بعد أيام قليلة، ألقت سلطات الاحتلال الاسرائيلي القبض على أربعة من السجناء الفارين، تخللها عمليات قصف لقطاع غزة، وعمليات تفتيش واسعة في العديد من المناطق أسفرت عن اعتقال عدد من الشباب الفلسطيني؛ ليطرح التساؤل التالي: هل حادثة السجناء كانت فرار أم قرار !
تم افتتاح سجن جلبوع من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي في عام ٢٠٠٤، ويتكون من خمسة أقسام، وفي كل قسم خمسة عشر غرفة، تتسع كل منها الى ثمانية أسرى، وهو محاط بجدار ارتفاعه تسعة أمتار، يوجد به أبراج مراقبة معززة بكاميرات عالية الجودة تعمل على مدار الثانية، السجن والمناطق المجاورة له محروسة بالكامل من خلال عشرات الجنود المنتشرين في أكثر من نقطة ويعملون ضمن دوريات دقيقة ومنظمة؛ وتطلق عليه اسرائيل لقباً هو (الخزنة الحديدية) بينما يطلق عليه الفلسطنيون لقب (غوانتانامو اسرائيل)، حسب آخر الإحصائيات فقد بلغ عدد الأسرى في سجن جلبوع أربعمائة أسير، يقضي أغلبهم أحكاماً بالسجن لسنوات طويلة!
مع تأكيد سلطات الاحتلال الاسرائيلي حادثة الفرار والقبض على الفارين، ونشر المعلومات والأخبار على المواقع الرسمية وتقارير الإعلام العالمية، تساءل البعض عن حادثة الهروب من حيث الأدوات المستخدمة والأوقات الملائمة! وهل كانت العملية بتخطيط من داخل السجن أو من الخارج! وهل كان للاحتلال الاسرائيلي دور في عملية الهروب لغايات استخباراتية أو تكتيكية أو حتى إنتقامية مستقبلية!
بعيداً عن التفاصيل الدقيقة في عملية الهروب ومعرفة الغالب والمغلوب! يبقى السؤال مفتوحاً في موقع الأسرى الموجودين حالياً ومصيرهم مستقبلياً! وهل سيقوم الاحتلال الاسرائيلي بإعادة ترتيب أوراقه في ملف الأسرى والسجون! وهل سيطال التحقيق قيادات عسكرية اسرائيلية وإعادة النظر في بعض الملفات الأمنية! وهل سينعكس هذا الحدث على المسار التفاوضي المعطّل منذ سنوات بين الفلسطينيين والاسرائليين مستقبلاً في بعض الملفات العالقة كتحقيق السيادة الفلسطينية وإزالة بعض المستوطنات اليهودية!