الستة أسرى الذين نجحوا بالفرار من سجن جلبوع عند سفح جبل جلبوع في فلسطين المحتلة، سجلوا واحدة من أسوأ عمليات الهروب من السجون الإسرائيلية في ساعة مبكرة من يوم الإثنين.
لقد خلقوا حالة من الهلع هزت الكيان الصهيوني، ورفعت معنويات الفلسطينيين.
السجناء الستة الذين شقوا النفق في سجن جلبوع، سجلوا أول هروب لأسرى فلسطينيين من السجن بهذا الحجم منذ 20 عامًا.
بالنسبة للفلسطينيين، كان الهاربون "أبطالًا" نجحوا في تحرير أنفسهم من أحكام بالسجن المؤبد.
بمجرد تأكيد نبأ القبض على الأسرى الهاربين من سجن جلبوع يوم الجمعة، سادت موجة من المنشورات المريرة التي تعبر عن خيبة الأمل والصدمة في عالم وسائل التواصل الاجتماعي الفلسطيني، والعربي. وحتى الساعة لم يصدر رد فعل فوري من السلطة الفلسطينية.
الصمت البارد القاتل الذي يشبه ظلمة السجن.
لم يصدر رد فعل فوري من السلطة الفلسطينية، لكن عبد الطيف القانوع المتحدث باسم حركة حماس الحاكمة في غزة قال إنه رغم إعادة الاعتقال، فإن الأسرى "حققوا نصرا وأضروا بهيبة جهاز الأمن الإسرائيلي. في فلسطين الأسرى الهاربين سيبقون أبطال فلسطينيين.
الشعب المناضل في وقت متأخر من يوم الجمعة، أطلق نشطاء فلسطينيون في قطاع غزة صاروخا على إسرائيل في إشارة واضحة إلى التضامن، مما أثار ضربات جوية إسرائيلية انتقاما. النضال الفلسطيني سيبقى مستمرا حتى تحرر الأراضي المحتلة.
في الجانب الإسرائيلي الاعتقالات كشفت عن حلقة محرجة للكيان الإسرائيلي. فما حدث في سجن جلبوع كان حادثة تكتيكية ولها أهمية استراتيجية. تهديد من نوع جديد للمشروع الصهيوني، ويمكن للفلسطينيين بالتأكيد استخدامه لمحاولة كسر الجمود الدبلوماسي.
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.
لقد خرج العشرات من الفلسطينيين في مسيرة تضامنية مع عائلتي محمود العارضة ويعقوب قدري في بلدة عرابة جنوب مدينة جنين بعد الإعلان عن إعادة اعتقالهما.
فلسطين محتلة والقتال ضد إسرائيل والمشاركة في الهجمات ضد الجيش الإسرائيلي هو حق للشعب المحتل والنضال الفلسطيني سيبقى مستمر حتى يحصل هذا الشعب على حقوقه المشروعة.
الأسرى المعاد اعتقالهم ليسوا أشخاصا عاديين، بل أصحاب رؤية ومشروع تحريري، واستطاعوا أن يحققوا انتصارا ولو كان معنويا.
كلما شعر الشعب المناضل بالقهر والغضب من إعادة اعتقال الأسرى سيتذكرون بوادر النصر من خلال نشر صورة الهزيمة الذريعة الذي ألحقها الأسرى في سجن جلبوع، بالمحتل الإسرائيلي بدأ بالمرور من أمام الحارس النائم في برج المراقبة، ثم المرور بحراس السجن الذين فشلوا في ملاحظة حفر النفق، وضباط استخبارات مصلحة السجون الذين فاتهم تمامًا ما يتم في الأسفل من حفر نفق في سجن جلبوع رغم أنوفهم، وانتهاء في مأمور السجن، ومفوضة مصلحة السجون.
قال تعالى (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأعلون إِنْ كُنْتُمْ مؤمنين)صدق الله العظيم.
نخشى جميعا على ا الأسرى الذي أعيد اعتقالهم بعد تنفيذ عملية الهروب، مما قد يتعرض له الأسرى من عزل وقهر وتعذيب أو إيذائهم جسديا أو نفسيا.
يرى العديد من المحللون السياسيون المهتمون بالشأن الفلسطيني أن الأسرى الذين أعيد اعتقالهم بعد فرارهم من سجن جلبوع، يجب أن يكونوا على رأس القائمة في أية صفقة تبادل أسرى مقبلة، وطالبوا بضرورة التأكيد على مواصلة مراقبة الوضع فيما يتعلق بمعاملة المعتقلين وظروف احتجازهم عن كثب.
سيبقى هذا الشعب المناضل على حافة أمل بتحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
ويبقى شعر محمود درويش خالدا حين قال؛ "أيها المارون بين الكلمات العابرة احملوا أسمائكم وانصرفوا واسحبوا ساعاتكم من وقتنا وانصرفوا وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة وخذوا ما شئتم من صور كي تعرفوا أنكم لن تعرفوا كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء".نحن نعيش الآن يوميات جرح فلسطيني، جعله الله بردًا وسلامًا.
a.altaher@youthjo.com