زرت قبل أشهر وزير الأوقاف ورجوته أن يتدخل لمنع فتح محلات بيع الخمور يكون بينها وبين المساجد أمتار قليلة، واًصحابها لا يكتفون بفتحها فقط، بل يملؤون الشارع بلوحات كبيرة مضيئة بشكل لافت ومستفز، ولكن للأسف لم يحدث شيئا، وبقيت الأمور على ما هي عليه بل زادت وتمددت. هل تضيق البلاد على من يريد فتح محل لبيع الخمور حتى يكون بجانب مسجد؟ وأين الجهات المسؤولة والمرجعيات الدينية في هذا البلد ولماذا هي غائبة عن هذا التعدي الواضح على حرمات الناس؟
خذ مثلا شارع الصحافة، حيث مسجد أبو قورة، بجانبه على بعد أمتار من الناحية الغربية محلات خمور عديدة، ومقابله أيضا على بعد أمتار محل آخر. ومسجد الطباع في شارع الشهيد وصفي التل ليس بأفضل حال، وبالتأكيد هناك عشرات المواقع الأخرى تكون محلات الخمور والنوادي الليلية قريبة فيها من المساجد على بعد أمتار. والأنكى من ذلك هو أن الشارعين الذين يحملان أقدس الأسماء، شارع المدينة المنورة وشارع مكة المكرمة، وبينهما ميدان الحرمين الشريفين، تم فيهما الترخيص لكثير من الخمارات. تصوروا أن أصحاب هذه المحلات يرشدون الناس على محلاتهم بأنها في شارع المدينة أو شارع مكة، بالقرب من ميدان الحرمين، ويضعون أسماء محلاتهم وعناوينها على الأكياس التي يضعون فيها بضاعتهم... " يا الله كم نحن مجرمون"!!
ترى أي ضمير يحمله ذلك المسؤول الذي يوقع بالموافقة على ترخيص بفتح خمارة في شارع المدينة أو شارع مكة، أو بالقرب من مسجد؟
لقد حللنا ما حرم الله، ولكن لماذا لا يأخذون بالمعنى العظيم "إذا بليتم فاستتروا"؟ لماذا يحللون ما حرم الله ثم يعلنون عن هذا الحرام على الملأ إلى حد مستفز؟ أين أمانة عمان التي كما علمتُ أن وجود اللوحات الجانبية ممنوعة حسب القانون، فلماذا تصمت عن هذا الوضع النشاز؟ بل لماذا تمنح رخص المهن لمحلات بيع خمور هي تعلم أنها في مواقع قريبة من المساجد؟ وأين المرجعيات الدينية كما قلنا؟ لماذا تصمت هي أيضا عن هذا التعدي على حرمات الله وعباده؟ نحن لا نملك بالمطالبة بإغلاق هذه الخمارات ومنع ترخيصها -وإن كان واجب الجميع- لكن على الأقل نطالب بأن تكون هذه المحلات مستترة ومتدارية بالحد الأدنى من الخجل والحياء، إذ لا يجوز أن ينطلق الأذان من على المآذن ويكون على بعد أمتار منها سكارى يمارسون الحرام.
على كل مسؤول في هذا البلد لديه ضمير حي التدخل وإنهاء هذا الوضع النشاز الذي يتعدى على حرمات الله في وضح النهار، وأن يبادر إلى العمل على إبعاد هذه البؤر عن المساجد وإغلاقها في شوارع تحمل أسماء مقدسة عند الله والناس.. قال الله تعالى: " ألم يعلم بأن الله يرى "، وقال أيضا: " قفوهم إنهم مسؤولون".