عاتب عدد من المعلمين أمس على مقالة: خيراً فعل وزير التربية، واعتبروها أحادية النظرة ، مع أني ختمتها بأنني سأتحدث عن حقوق المعلمين !
ومن حق المعلمين الدعم أولاً، وتفهم أوضاع العمل ثانياً.
لا أحد ضد المعلمين والكل الرسمي والشعبي يدعم المعلم. لكن السؤال:
لماذا يلجأ المعلمون إلى استخدام الضرب؟! يجيب المعلمون عادة:
- إن ظروف عملنا صعبة، فنحن نعمل في صفوف مزدحمة يصعب ضبطها بغير القوة والسلطة والصراخ.
- إن طلبة هذه الأيام يتمادون في إظهار سلوكات سلبية ولو من باب الظهور!
- إن اهتمام الطلبة بالتعليم والتعلم ليس بالدرجة التي تجعلهم مستمعين وهادئين!
قد تكون هذه المبررات حقيقية، وأنا – كما اتهمتني رسائل- كنت أتعامل مع طلبتي بقسوة حين كنت معلماً للصف الأول ، وفي هذا بعض صحة!! وإني أدرك أن المواقف الفردية غير مهمة، لأن شخصاً عامل طلبته بقسوة لا يبرر له السكوت عن هذه القسوة!
نحن في عصر نضج تربوي ، وفي عصر حقوق الإنسان، و مهما كانت ظروف العمل ، فلا يحق لنا كمعلمين أن نمارس عدواناً على طلبتنا. ولكن لنا الحق :
- أن نطالب المجتمع بتحسين ظروف العمل. مع أن تحسن ظروف العمل وحده لا يؤدي بالضرورة إلى تقليل العنف.
- أن نطالب وزارة التربية بتدريب المعلمين على مهارات التعامل الناجح مع الطلبة. وهذا علاج قد يكون أكثر فاعلية.
- أن نطالب المعلمين بالتخلص من الثقافة التقليدية، والدور التقليدي للمدرسة والمعلم، والفهم التقليدي للتدريس التلقيني!!
وكما يعتقد المعلمون بأن لا أحد يحق له التنظير عليهم من خارج المهنة، خاصة أنهم لا يعرفون ظروف العمل ، لكن من حق الأهل أن يضمنوا ويطالبوا ببئية آمنة للتعلم، فالأبناء أبناؤهم!!
قد يبقى الضرب في المدارس لفترات طويلة، ولن ينتهي دون أن تتغير ثقافة المعلم وثقافة المدرسة . كان من المفروض بعد أزمة كورونا أن تتغير أساليب التعامل بين المعلمين وطلبتهم. لكن شيئاً من هذا لم يحدث .. وهذا موضوع الحديث التالي.