خِدمةٌ للمجتمعِ المحليّ أو حِرمانًا له
المحامي سالم عيسى نـجمة
11-09-2021 12:58 AM
ترددتُ قليلا قبل كتابةِ هذه الخاطرةِ، حتى لا يُقال أن كاتبها يتحامل على إحدى المؤسسات الوطنيّة ذات المركز الاقتصادي المميّز، لكن هممت وشرعت بالكتابةِ لأنها كذلك.
أسكن في منطقة حيويّة في الشميساني في عمان الحبيبة، عندما بدأت هذه المؤسسة ببناء مجمع لها في منطقتنا، حملنا همّ الاكتظاظ والازدحام وما يتبع إشغال هذه المجمع من مئات الموظفين ومركباتهم، خاصةً أن هذه المنطقة تزخر بمدارسٍ ورياضٍ وكليّة جامعيّة، على أيّ حال إنتهى البناء وأُشغل المجمع بساكنيه، وتكيّف سكان المنطقة مع تعديلات السير التي فرضها وجود المجمع في هكذا منطقة، والحق يُقال أن هذه المؤسسة قامت بشراء عدة قطع محيطة وهيئتها مواقف سيارات لموظفيها.
ومن هذه المواقف قطعة كبيرة تقع على شارعين، سُرّ كثيرًا أطفال الحي وشبابه وكِباره بالاستفادة منها بعد إنتهاء الدوام وخلوها من المركبات، في ممارسة رياضة المشي ولعب الصغار بالدرجات وكراتهم وألعابهم أمام أولياء أمورهم بعيدًا عن خطر الشارع، وهذا كله أمام شباب أمن هذه المؤسسة لأن القطعة مكشوفة تمامًا أمام مواقع حراستهم.
وكم شكرنا هذه المؤسسة بدواخلنا وأحاديثنا على خدمةِ المجتمع المحليّ التي قدمتها لأهل الحي وأطفاله في هذه القطعة وإلاستفادة الكبيرة منها، بحيث تم غضّ النظر على الازعاج الكبير من وجودها في هذه المنطقة، لكن المفاجأة الكبرى هي ما قامت به هذه المؤسسة الوطنية المهمة التي يقع على عاتقها خدمة المجتمع بشكلٍ عام والمجتمع المحليّ بشكلٍ خاص، ما قامت به من تركيب سياج عالٍ لهذه القطعة وإغلاقها أمام المجتمع المحليّ وحِرمانه من الاستفادة منها بعد إنتهاء الدوام وخلوها من المركبات.
السؤال الذي يفرض نفسه، موقف سيارات لا يحتوي على أي مبنى أو بناء يُخشى عليه من إساءة تصرف أو تخريب في الممتلكات لا سمح اللـه، لماذا هذه الحماية ولماذا هذا المنع والحرمان؟؟
وسمحت لنفسي أن قمت بمقارنة الحال – مع الفارق – بقيام إحدى المؤسسات الوطنيّة الأخرى ولا زالت وتفتخر أنها تقوم بتقديم خدمات ثقافيّة ومكتبة ومنتدى للمجتمع دون كلّلٍ ومنذ سنواتٍ عديدة ومستمرة وبتطويرٍ يُذكر، مع قيام هذه المؤسسة الجارة العزيزة بحرمان المجتمع المحلي وحِرمان جيرانها من إستفادة بسيطة دون كلفةٍ أو أعباء.
أستغلّ هذه الفرصة، لأدعو اصحاب القرار في المؤسسات الوطنيّة الكبيرة المميّزة بتفكيرٍ جديّ وترجمة فعليّة لما فيه خدمة للمجتمعات المحليّة في المناطق التي يسكنونها، هذا أقلّ ما فيه، واللـــه من وراء القصـد.