العودة إلى اللويبدةعامر طهبوب
11-09-2021 12:10 AM
بينما كنت أعدُّ لحفل إشهار كتابي «أيام القلم» في رابطة الكتاب الأردنيين مؤخراً، كان صديقي المشاغب يتصل بأصدقائه لدعوتهم للمشاركة في الحفل، ويصف لهم الموقع على مسامعي: «لا، لا، انتقلت من اللويبدة إلى الدوار السابع، ذلك المبنى الذي كان ملهى ليلي»، وفي كل مرّة يصف فيها الموقع، لا بد أن يذكر عبارة: «ذلك المبنى الذي كان ملهى ليلي»، إلى أن ضجرت وانفعلت في وجهه: «يا رجل، ألا تجد طريقة لوصف الموقع إلا بذكر الملهى الليلي؟». قال: أليست حقيقة؟ قلت: نعم، ولكن هناك أكثر من طريقة غير هذا للوصف. قال: هل تزعجك الفكرة؟ قلت: نعم تزعجني. قال: لماذا برأيك خصصت الحكومة هذا المبنى دون غيره؟ قلت: الحكومة طلبت من أمانة عمان تخصيص مبنى للرابطة، والأمانة عرضت على الرابطة في عهد رئيسها الزميل الشاعر سعد الدين شاهين الذي وافق لأنه رأى أن ذلك يوفر على الرابطة مبلغ إيجار قدره 14 ألف ديناراً سنوياً. قال: هل كنت تفضل بقاء المقر في اللويبدة؟ قلت: بالطبع، من هو العاقل الذي يتخلى عن اللويبدة بطوع أمره، أشعر بالضيق أن ترحل رابطة الكتاب عن جبل الثقافة، وتتزايد المقاهي. قال: ألم تكن الأمانة تعرف النشاط الذي شغله المبنى من قبل؟ قلت: بالطبع تعرف، قال: ولماذا عرضت تخصيصه على أعضاء الرابطة؟ قلت: هل تعتقد أنني أعرف، ربما وجدت أن هناك ما يجمع بين الملهى الليلي والعمل الكتابي. قال: وما الذي يجمع بينهما؟ قلت: ربما التجلّي، النشوة، أليست الكتابة نوع من أنواع الارتحال من عوالم القلق، لا بد أن الأمانة تسعى للارتقاء بعوالم التجلي في الكتابة، وتسعى لخلق حالة متقدمة من الإلهام للكتاب، فانفلت صديقي في الضحك، وقال: سأرسل لأصدقائي إحداثيات الموقع بدون تفاصيل. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة