يستثمرون مباريات كأس العالم لتمرير مفاهيم ضد أمتنا
بلال حسن التل
22-06-2010 05:24 AM
انهم يستثمرون مباريات كأس العالم لتمرير مفاهيم سياسية ودينية ضد أمتنا
اقتتل عرب الجاهلية من أجل ناقة ويقتتل عرب العصر من اجل مباريات لا ناقة لهم فيها ولا جمل
.........
اعتقد ان من واجبي، وواجب كل واحد من ابناء امتنا، ان يرفع يده احتجاجا واعلانا لحق النقض «الڤيتو»، في وجه ما يتم تمريره من مفاهيم سياسية ودينية تحت ستار تشجيع مباريات كأس العالم، التي تجري في جنوب افريقيا. وهي المباريات التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل. ومع ذلك فانها تفعل فعلها فينا، وتفرقنا الى شيع واحزاب حتى داخل الاسرة الواحدة، التي ينقسم افرادها ويقتتلون في سبيل كرة يتقاذفها ابناء امم اخرى، سبق لها وان داستنا باقدامها، وانتهكت حرماتنا ومقدساتنا. ومع ذلك فاننا بحجة تشجيع كرة القدم، نرفع اعلامها فوق بيوتنا، وعلى سياراتنا، ناسين او متناسين ان رفع العلم يعني اول ما يعني الولاء له، والاعتراف بسيادته وفي اقل الاحوال اعتباره علم دولة صديقة، لهذا ترفع اعلام الدول اثناء زيارة رؤسائها للدول الاخرى.
اننا نتساءل هل يعتبر الذين رفعوا الاعلام الامريكية او البريطانية او الفرنسية تحت ذريعة تشجيع فرق هذه الدول في مباريات كأس العالم، هل يعتبر هؤلاء انفسهم من اهل الولاء او الصداقة لهذه الدول؟ ناسين او متناسين ان الولايات المتحدة الامريكية هي الوجه الاخر لاسرائيل، بكل جرائمها ووحشيتها واحتلالها، لارضنا المباركة في فلسطين، الساعية الى هدم اولى قلبتينا وثالث مساجدنا التي تشد اليها الرحال، واقامة هيكلهم المزعوم مكان اقصانا، لا بل ان الوجود الاسرائيلي ما كان له ان يدوم لولا الدعم والحماية الامريكية. التي توفر ايضا الدعم والاستمرارية للعدوان الاسرائيلي المتجدد علينا واخر تجلياته استمرار الحصار على غزة بعد عدوانهم الوحشي عليها وتدميرها، سعيا لتدمير مقاومتها خاب فألهم، بعد ان فشل عدوانهما اعني اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية، ومن دار في فلكهما بتدمير المقاومة الاسلامية في لبنان اثناء وقبل وبعد عدوان تموز 2006 على لبنان الشقيق.
والولايات المتحدة الامريكية التي نرفع اعلامها فوق منازلنا وعلى سياراتنا، هي عينها التي احتلت العراق ودمرته، وشتتت اهله شذر مذر، وسلمته لقمة سائغة للموساد الاسرائيلي يعبث به ويستبيح حرماته وينهب ثرواته خاصة الحضارية منها سعيا الى تبديل هويته الحضارية وتزويرها واستبدالها باخرى.
ومثل الولايات المتحدة الامريكية، كذلك فعلنا مع بريطانيا فرفعنا اعلامها فوق بيوتنا وسياراتنا ناسين او متناسين غدر بريطانيا بثورة العرب الكبرى، واحتلالها لاراضيهم، وتسليمها فلسطين لقمة سائغة للحركة الصهيونية لتقيم عليها كيان الغصب والعدوان «اسرائيل» تنفيذا لوعد وزير خارجية بريطانيا «بلفور» لزعماء الحركة الصهيونية، ذلك الوعد الذي ما زالت امتنا تعاني منه. ومن الدعم البريطاني الدائم والمستمر لاسرائيل، وعدوانها على امتنا.
ومثل شراكتها في العدوان على فلسطين، فان بريطانيا شريك اساسي في العدوان الامريكي على العراق. وتدمير هذا البلد العربي. وهي نفسها بريطانيا التي قادت العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، بهدف تدميرها ومع ذلك نكافئها برفع اعلامها وتشجيع فريقها الرياضي.
ومثلما هما الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا معتديتان على امتنا، داعمتان للعدوان عليها، كذلك هي فرنسا التي شاركت بريطانيا الغدر بثورة العرب، واحتلت جزءا من بلادهم في الشام وشمال افريقيا. ثم شاركتها في تثبيت العدوان على فلسطين وتقوية كيان الاحتلال الصهيوني، ويكفي ان نتذكر ان فرنسا هي التي بنت المشروع النووي الاسرائيلي وهي التي امدت اسرائيل بطائرات الميراج المتطورة التي ضمنت لاسرائيل التفوق الجوي عام 1967 .
ويكفي ان نتذكر انه يرأس فرنسا الان رئيس من جذور يهودية. بل انه سبق وان خدم في جهاز الموساد الاسرائيلي وان نسينا فلن ننسى دور فرنسا في العدوان على لبنان عام 2006 وقبل ذلك وبعده سعيها الحثيث لاجتثاث المقاومة الاسلامية في لبنان، ومع ذلك نرفع علم فرنسا فوق بيوتنا وعلى سياراتنا.
لا يتوقف معنى رفع العلم عند حدود الولاء والسيادة او الصداقة على اقل تقدير، فما هو اخطر من ذلك كله، ان بعض الاعلام التي نرفعها فوق بيوتنا وسياراتنا تتضمن رموزا ودلالات دينية تتناقض مع الاسلام، دين غالبية ابناء هذه الامة من جهة وهي رموز ودلالات تعود الى ايام حروب الفرنجة ضد امتنا في القرون الوسطى من جهة اخرى، فهل ادرك من يرفع هذه الاعلام خطورة ما يفعله واي اعتداء يمارسه على ديننا وعقيدتنا؟
ليت الامر توقف عند حدود رفع الاعلام، فقد زاد الطين بله، ان شوارع مدننا ازدانت بلوحات ضخمة تعلن اننا نحب بريطانيا.. ونحب فرنسا ونحب... ونحب، فاي استخفاف بالامة ومشاعرها هذا الذي يتم في سبيل تحقيق ربح مادي يجري من خلال السعي لتحقيقه انتهاك كل حرمات الامة ومقدساتها، والاستهانة بدماء جرحاها، وعذابات اسراها؟ والبعض في بلادنا يعلن انه يحب قاتليهم وآسريهم وجلاديهم؟ ويستغل مباريات لا ناقة لنا فيها ولا جمل لتمرير رسائل سياسية خطيرة يمارس من خلالها عملية غسيل مخ خطيرة لابناء اجيالنا الصاعدة ليربيهم هذا البعض على حب محتل ارضهم، ومنتهك حرماتهم وقاتل ابناء جلدتهم الا يدل هذا كله على هشاشة حصوننا وسهولة اختراقها؟
٭ وعلى حجم الاستباحة التي تتم لكل قناعات الامة واجوائها وارضها واعلامها؟
٭ ثم الى متى ستظل عقلية القطيع تحكمنا فنهتف لقاتلنا، ونعلن حبنا لعدونا ومحتل ارضنا ومنتهك حرماتنا؟
ما يجري تحت ستار الترويج لمباريات كأس العالم خطير، يجب الانتباه له، واعلان الڤيتو بوجهه، والتحذير من اخطاره. ولنتذكر جميعا انه تم استغلال التعصب الكروي لاشعال فتنة بين ابناء الامة اثناء مباريات مصر والجزائر عندما تطورت الامور حتى كادت تصل الى حرب مسلحة، لولا وجود حواجز جغرافية بين البلدين الشقيقين. وعندها كنا سنقول ان عرب الجاهلية اقتتلوا عشرات السنين في حرب البسوس من اجل ناقة: وان عرب القرن العشرين اقتتلوا من اجل مباريات لا ناقة لهم فيها ولا جمل فهل نعي ما وصلنا اليه؟
والى ما نحن سائرون اليه؟
وهل نعي قبل ذلك كله ماذا يعني رفع علم دولة او الاعلان عن حبنا لها؟!
عن اللواء.