facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الحيتان وتجارة العلاقات


د. ثابت النابلسي
10-09-2021 09:22 AM

قد تكون العلاقات بمفهومها المتعارف عليه ، هي فن من الفنون الإنسانية التي يمكن من خلالها التواصل مع الناس وبناء شبكة اتصال تعود على الجميع بالفائدة ولما كانت تحقق أهدافًا فردية ، تحولت بصورة كبيرة لخدمات مؤسسية مع تزايد الحاجة للتواصل الفعال بين الجهات المختلفة. أخذت شكلها المؤسسي ضمن الهيكل التنظيمي ليصبح اسمها العلاقات العامة ، والتي تطورت بصورة كبيرة وأصبحت أساسية وتُدَّرس في الجامعات والمعاهد المتخصصة.

العلاقات والتجارة..
مفهوم التجارة المعروفة لدينا وما يتبعه من نظريات اقتصادية ، وتحقيق الأرباح أو وقوع الخسارة ، هو مفهوم تقليدي لا يزال قائمًا لدى البعض ، إلا أن الأبعاد الخفية في تجارة العلاقات أضافت للمفهوم الكثير من الآليات الربحية الأكيدة ، فكما هو معروف في عالم الأعمال أن هناك من يمتلك القدرة لعقد الصفقات التجارية من باب العلاقات والمصالح المشتركة.

موظف العلاقات العامة في بعض المجتمعات يطلق عليه اسم ( حبيب خشم ) ويطلق عليه أيضاً ( الماستر أو المفتاح ) والبعض يسمونه ( الأخطبوط ) كلها مترادفات تشير للقدرة التي يتمتع بها هذا الشخص لعقد الصفقات ، كما تظهر بعض الممارسات لهذه التجارة ضمن مفهوم السمسار التجاري. فلسفة العمل التجاري المبنية على أساس العلاقات التجارية تحمل صورة جديدة للمهن الحرة والمهمه التي يكثر عليها الطلب .

الاحتكار التجاري ..
من سلبيات ممارسة هذه المهنة سيطرة فئة محددة من أصحاب المصالح المشتركة على الأسواق الكبري والصفقات التجارية الهامة ، مما يؤدي إلى انحسار المنافسة وضعف السوق ويصاب المستثمرون بالاكتئاب الاقتصادي والاجتماعي، فتصبح البيئة الاقتصادية طاردة لكل من يحاول الدخول إليها ولا يملك شبكة تساعده في اختراق السوق ، هنا يمكننا تشبيه السوق بالمحيط الكبير حيث تسيطر الحيتان على كل شيء ويأكل الكبير الصغير ، أو يتركه يتضور جوعاً وينتهي به الأمر وقد قذفته الأمواج على الشاطئ ليخرج منها للأبد.

إننا جميعاً نمارس تجارة العلاقات باختلاف الظروف ، ولكن هناك تجارة كبيرة يمارسها أصحاب النفوذ الكبير للسيطرة على كل ما يمكنهم السيطرة عليه. ففي المؤسسات الحكومية والخاصة يتغلل هؤلاء من خلال شبكات عنكبوتية تتحكم فيها تجارة العلاقات وعندها المصالح تتصالح والربح الوفير ويذهب ضحيتها الفقير .

التساؤلات كثيرة حول هذا الموضوع ، أهمها معرفة من هم الحيتان في الأسواق ، حيتان الغذاء والدواء ، حيتان العطاءات ، حيتان المناصب وحيتان السياسة وحيتان الإلكترونيات والاتصالات وحيتان التجارة الالكترونية والكثير جداً من أسماك القرش التي تنهش ما تبقى من الفتات.

اعتمد فلسفة الافتراس ، أو كن حوت أو رح تموت.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :