الاخوان المسلمون بين المغرب والأردن!
باسم سكجها
09-09-2021 08:22 PM
ليست أخباراً سارة لحركة الاخوان المسلمين في الاردن، وذراعها السياسي جبهة العمل الاسلامي، تلك التي تتوارد من الرباط، وإذا كان وصف ما جرى في مصر وتونس بالانقلاب، فهو الآن تغيير ديمقراطي حقيقي، ولم نسمع أحداً، لا في المغرب، ولا في العالم، يقول إنّ النتيجة أتت بعد تزوير من أي نوع!
النتيجة قاسية في كل المقاييس، فلو أن الحظ لم يساعد حزب العدالة والحرية بمقعدين اضافيين، لما كان باستطاعتها حتى تشكيل فريق برلماني، حسب القانون، ونحن نسميه في الاردن كتلة برلمانية، وتدلّ استقالة الامانة العامة الفورية على الاعتراف بحجم الهزيمة، وبأنها فشلت في الحُكم، لأنّ ترف المعارضة كان يسمح لها بالمزايدات السياسية المجانية، أما استحقاقات السلطة فأمر يعني مواجهة الواقع بالسياسات والقرارات!
وإذا كان هناك من عندنا من يُرجع الأمر إلى التطبيع مع اسرائيل، فحسب، فتلك زاوية ساذجة في التحليل، لأن المغرب تعوّدت التطبيع مع العدو الاسرائيلي منذ عشرات السنوات، وبدعوى وجود مواطنين يهود لديها، وبأن هناك نحو مليون يهودي مغربي في اسرائيل، ولا ننسى من جانب آخر تلك الرسالة الناعمة التي وجهها الرئيس المصري الراحل محمد مرسي للرئيس الاسرائيلي الفارط شيمون بيريز، ولن ننسى أيضاً فتح جربة التونسية للسياحة الاسرائيلية في عهد حزب النهضة، فذلك حديث آخر!
من الطبيعي أن تثير تلك النتائج تداعيات على الساحة الاردنية، ما بين استنكار اخواني واحتفال من خصومهم، وأحب أن اذكر انني كتبت قبل أشهر قليلة حول الموضوع نفسه، في (سي ان ان ) مع ما جرى في تونس، فقوبلت بموقفين: الاستنكار والاستحسان، ولم يبخل المستنكرون أن يعاندوا قولي بأن الجماهير التي خرجت مؤيدة لما سمي بالانقلاب حقيقية، وأكدوا أنها من صنع المخابرات التونسية!
ومع وجود لجنة ملكية للاصلاح السياسي عندنا، فلا بدّ وأن تلقي نتائج المغرب ظلالها على أعمالها، بشكل أو بآخر، فبعبع الاخوان المسلمين ليس حقيقياً، والتأييد الجارف لهم كان لأسباب المعارضة وعلو الصوت، وإذا كان هناك من يتخوّف من سيطرة حزب واحد على النتائج، فلم يعد في محله، ولن أنسى أن أذكر أن رئيس اللجنة اجتمع مع قيادات الحركة وأشار بصراحة إلى الرعاية الرسمية لهم على مدار العمر السياسي!
في الأوراق النقاشية للملك، هناك تقدير للتجربة المغربية، ولا يخفي اعجابه بها، ودفعه باتجاهها، وفي ظنّي أن اللجنة الملكية أخذت ذلك في اعتبارها، لسبب نقاط كثيرة في تلاقي التجربتين، ليبقى أن على اصدقائنا في حركة الاخوان المسلمين الاردنيين أن يتّعظوا من تجاربهم المحلية، وتجارب اخوانهم في المنطقة، فلا يكون عنوان الكلام التشكيك والاستنكار، بل عملية حقيقية في إصلاح سياسي داخلي، وللحديث بقية!