لم يعد التحشيش حكرا على من يشترون السجائر المخدرة ، او الحبوب المهربة ، اذ ان الاخطر هو التحشيش المؤيد بوصفة طبية.
يتعرض الصيادلة الى مداهمات من المدمنين الذي يأتون بوصفات طبية رسمية او مزورة ، ويطلبون انواعا من الادوية مصنفة ضمن الادوية المخدرة ، وتأثير هذه الادوية يفوق التحشيش ، وكل انواع المخدرات ، واذا لم يتعاون الصيدلاني مع المدمن ، هرب الى صيدلية ثانية ، ليطلب زجاجات من أدوية "الكحة" لعله يحصل على حد أدنى من الترنح والدوخة.
الجهات الرسمية تمنع بيع هذه الادوية الا بوصفات طبية ، وعبر تسجيل الدواء وكمياته واسم المشتري في سجل خاص ، غير ان المفارقة ان من يريد مثل هذه الادوية بات قادرا على احضار وصفة طبية حقيقية او مزورة ، وبات على قدرة ايضا على تدبير نفسه وغيره بدفاتر وصفات طبية مزورة ، والمؤكد هنا ان هذا النوع من التحشيش ، اخطر بكثير مما نراه عبر المخدرات المهربة او الحشيش ، لانه موجود على ارفف الصيدليات ، ولااحد يعرف تحديدا كيفية بيع هذه الكميات.
يدخل المدمن الى الصيدلية وقد يشهر سكينا او مسدسا من اجل حبة دواء ، وعلينا ان نتخيل ما الذي يفعله الصيدلاني في هكذا حالة ، هل نطالبه بالتفريط بروحه وحياته من اجل ان يحمي المدمن من شرور نفسه ، ام نطالبه بالدخول في معركة بوليسية مع طرف شرس مستعد لأن يفعل اي شيء مقابل الحصول على حبة الدواء التي تؤثر على الاعصاب ، وتمنحه الشعور اللذيذ بالدوخة والخيال والترنح في عوالم موجودة وغير موجودة.
لابد من رفع هذه الادوية من ارفف الصيدليات ، وحصر بيعها بالصيدليات في المستشفيات الحكومية ، وعبر وصفات رسمية معتمدة ، وبغير ذلك نتذاكى على انفسنا بهذه الوسائل البديلة القابلة للاختراق ، تحت ضغط عوامل مختلفة ، خصوصا ، ان نسب الادمان في ارتفاع ، والهروب نحو أرفف الصيدليات بات بديلا عن الحصول على مخدرات مهربة محفوفة بالخطر ، فيما يقول لك صيدلانيون ان بعض المدمنين باتوا خبراء كيماويين في خلط الحبوب والاصناف التي تباع في الصيدليات ، بأنواع من المشروبات الكحولية ، وبحيث يأتي التأثير مضاعفا وخطيرا.
مع كل هذا الضغط العصبي علينا ان نتوقع زيادة في نسبة المدمنين من الذين يشمون"الاغو" الى الحشاشين ، مرورا بمن اعتاد على الحبوب التي تباع في الصيدليات ، واذا كنا نخاف من هكذا واقع فعلينا ان نغلق بعض الابواب المفتوحة ، والتي ابسطها السماح ببيع الحبوب المهدئة في الصيدليات ، ونقلها كليا الى المستشفيات الحكومية.
ليس مهما ان يحشش بعضنا ، وماهو مهم ان لا يبدأ اعضاء جدد بالانضمام الى نادي الحشاشين.
(الدستور)