الحلف الامريكي الاسرائيلي
د. عاكف الزعبي
09-09-2021 05:25 PM
تدفع الولايات المتحدة 4 مليارات دولار سنوياً لإسرائيل، وتوفر لها كامل الحماية السياسية والعسكرية والامنية مقابل قيامها نيابة عنها بحماية المصالح الامريكية في منطقة الشرق الاوسط كوكيل لها في المنطقة وهو ما يوفر على الولايات المتحدة نشر المزيد من القواعد في المنطقة وإرسال المزيد من الجنود إليها وتعريض حياتهم للخطر.
هذا هو ما يجعل إسرائيل بحق الولاية الامريكية الحادية والخمسين. هكذا تراها امريكا، وهكذا ترى هي نفسها، وهكذا يجب أن ننظر اليها نحن وإلاّ كنا نغش انفسنا ونجهل ما يجب علينا ادراكه كخطوة أولى في شق طريقنا نحو حماية مصالحنا.
من وجهة نظر تاريخية لا تختلف سياسة الرئيس ترامب عن سياسات من سبقوه من رؤساء امريكا التي يصنعها مطبخ القرار الامريكي سوى بصراحته أو قل بفجاجته وتعجله في دعمه لمخططات اسرائيل وسياسات قادتها. فنقل السفارة الى القدس ما هو إلاّ تنفيذ لقرار الكونجرس المتخذ قبل ما يزيد عن عشرين عاماً. وصفقة القرن هي استعجال لمواقف مؤجلة على اجندات رؤساء لاحقين لسنوات قادمة ليتم تنفيذها في خطوات متدرجة وعلى مدى زمني اطول.
ادارة الرئيس بايدن رغم استدارتها الشكلية بفعل الموقف الاردني لن تختلف في مضامين توجهاتها عن إملاءات مطبخ القرار الامريكي تجاه مصالح العرب ونضال الشعب الفلسطيني. فطالما كان هذا المطبخ شريكاً لاسرائيل في سياسة اغتصاب الاراضي الفلسطينية والتوسع الاستيطاني الاسرائيلي من خلال حمايتها باستخدام حق النقض ضد عشرات مشاريع قرارات مجلس الأمن التي تدينها.
سوف تسعى ادارة بايدن عملياً ذات المسعى الداعم لكافة المخالفات الاسرائيلية دون ان تنسى ان تعلن انها مع حل الدولتين، وان التفاوض بين الاسرائيليين والفلسطينيين هو الطريق للتوصل لهذا الحل، وليبقى هذا الموقف من الناحية العملية غطاء لاسرائيل للاستمرار في سرقة الاراضي الفلسطينية وزيادة عذابات الفلسطينيين، والاضرار بالمصالح الاردنية.
وسوف نرى من اسرائيل دوماً وبرعاية امريكية مزيداً مما اعتدنا عليه من ادارة الصراع بالمفاوضات التي لا تقود الى نتائج. وهذا ما يخدم استراتيجية الطرف الاسرائيلي الذي لا يتوانى عن استثمار حالة الاكتفاء بادارة الازمة وادارة المفاوضات بينما هو ماضٍ في مخططاته لتكريس كل توسع جديد وفرضه كأمر واقع.
ليت ذلك هو اعقد ما في الصورة الاعقد يتمثل في الموقفين العربي والفلسطيني. عربياً الموقف الرسمي الجمعي العربي في طور السكون امام اعتراف عدة انظمة عربية باسرائيل، والدول المركزية العربية باتت مستهدفة سقطت منها دولتان وما تبقى قيد الاستهداف، وفلسطينيا الانقسام الفلسطيني لا يبدو انه قابل للالتئام.