هي رهينة المحبسين، إسراء جعابيص، وراء زنزانة الصهيوني وقيد التشوه الذي أصاب وجهها ويديها. أعترف أن النظر بها ليس سهلاً. ليس فقط بسبب التشوه الفظيع الذي يتحدى العين والنفس، ولكن بسبب النظرة المكسورة التي ترجو الخلاص. نظرة الحبيس بالحديد والإعاقة والتشوه. ليس هناك من كلماتِ وصفٍ خفيفة لطيفة بشأن إسراء. تخيلوا سجناً تزيده قساوةً أن لا تملك راحتين كاملتين لتغسل وجهك وأن تمسح وأنت تحاول على فمك ضحيةَ النار. فقط تخيلوا هذا العذاب وأنتم تلتقطون ما وقع منكم بأصابع كاملة وإسراء بلا أصابع تلتقط حتى دموع العيون.

توالت الدعوات والحملات طلباً لإخلاء سبيلها من السجان وهو يرفض. جريمتها عنده أقسى من إعاقتها وعليها أن تتعذب. ما هو ثمنُ تحريرها؟ لا أعلم ولن أسير بتكهنات لا تفيد.

لكنني أظن أن تحريرها سيأتي عن طريقِ المكرمةِ الملكيةِ الهاشميةِ المبذولة بلا تردد ولا طلب ثمن كرامةً للإنسانية المذبوحة. المكرمة التي منحت بعون الله لكثيرٍ من المحتاجين فرصة حياة. مكرمةٌ لتحريرِ امرأةٍ أسيرةٍ مُعاقةٍ من حبس الأسر ثم تحريرها بما يجود به الطب الأردني لتخليصها من إعاقتها و تأهيلها.

اللهُ في عونِ العبد ما دام العبد في عون حرائره.