في البداية ، كنّا نخشى المُعلّمين
وأتذكّر اول مرّة دخلتُ « الصفّ الاول ابتدائي « في « مدرسة الوكالة بمخيّم إربد» ،وشاء حظّي « السّيّىء « ان يكون اول « لقاء بيني وبين « المعلّم» لقاءً رديئاً.
فقد باغتني وطلب مني الظهور الى « اللّوح « او « السبّورة» وكتابة « راس». ووقتها كنتُ لسّه « تلميذ مستجدّ « يعني « جديد وبورقته «. ولم استجب لطلبه. فكان العقاب ان « خبط رأسي باللّوح» عقاباً لي.
فكرهتُه كُرْها شديداً.
ومرّت الايام،وبدأتُ افكّ الخطّ تدريجياً. وتأقلمتُ مع باقي التلاميذ « القُرُع» واللي « حالقين ع الصّفر».. او ع الزّيرو التي أصبحت «موضة « هذه الأيام».
وحصلتُ على المرتبة الاولى وكنتُ « الأول» على « صفّي».
وبالطبع « تغيّرت» نظرتي للمعلم الذي « صفعني كفّاً « وصار يعتمد عليّ بالذهاب الى بيته ومساعدة زوجته بشراء» الملوخية « و « البامية « وغيرها. وهكذا دخلتُ « عالمه الخاص» وأذكر ان زوجته كانت « شقراء « وكانت المرّة الاولى في حياتي التي ارى فيها « امرأة شقراء» تماماً.
وتدرجتُ في التعليم ومن « إربد» الى « الرصيفة» حيث كان يعمل ابي في شركة مناجم الفوسفات ،التحقتُ بمدرسة « الوكالة» وكانت المدرسة تُسمّى « المدرسة الحمرا «،لأنها كانت « مدهونة باللون الاحمر.
ومن الصف الثالث ابتدائي وحتى الثالث إعدادي بدأت تتكون شخصيتي علمياً وظهرت بوادر « لوثة الأدب والصحافة « مُبكّرا. من خلال تعلّقي بمعلّم اللغة العربية واسمه (طلعت عبهري) وبالطبع كنتُ سعيدا بتشابه اسمي مع اسمه الاول.
كان عاشقاُ للغة العربية وكان يتلو على مسامعنا قصائد « عنترة العبسي» و «أبو فراس الحمداني» وعلّمنا « تقطيع ابيات الشعر» على طريقة « بحور الشِّعر: فاعلن مفاعلتن فعولن. وكذلك أحببتُ بفضله النّحو والصّرف وكنا ( عددمن رفاقي وانا) نستمتع في الحصّة الاخيرة التي تتحول لقراءة القصائد « مُغنّاة» و « مموسَقَة «.
وفي الصفوف الاخيرة ظهرت لدي «موهبة « او « هواية» إلقاء الكلمات الصباحية والمشاركة بعمل « مجلاّت الحائط».
وتابعتُ ذلك في المرحلة الثانوية وحصلتُ على «جائزة الأول في المطالعة» على مستوى « لواء / محافظة الزرقاء».
شكراً لمعلمي
فها أنا «أجني ثمار» اهتمامك
وهي فرصة لأقول لك:
شُكرا .. شكراً