الهروب الكبير .. ضرب إسرائيل في مقتل وترك الحلفاء في التيه
عرار الشرع
09-09-2021 01:48 AM
دخلوا الضفة الغربية، لم يدخلوا بعد..
فروا إلى الأردن، لم يفروا بعد..
المهم أنهم خرقوا أهم سجون الاحتلال "غوانتانامو إسرائيل" وأثبتوا أن هذه القلاع ليست سوى بيوت عنكبوت، بالرغم من الأسلاك الشائكة والبوابات الإلكترونية والجنود المدججين بالسلاح.
تكهنات وتخبط في إسرائيل التي باتت باعتراف رموزها تبحث عن لا شئ...
ستة فلسطينيين تبخروا، اختفوا في فضاء الحرية، ولا تفلح قوات الاحتلال المدججة ولا حتى كلابها في تتبع أثر أي منهم.
وكالعادة، لجأ الإسرائيليون إلى العقاب الجماعي على مبدأ "اضرب المربوط"، يحاولون تغطية عجزهم بفرض عقاب جماعي على الأسرى في المعتقلات، ولكن هيهات أن يفلحوا، فالعزيمة داخل المعتقل تبدو أقوى من خارجه، وسياط الجلادين لن تؤثر في إصرار لا ينثني عن الحرية.
ولكن التساؤل الأبرز يبقى عن موقف السلطة الفلسطينية التي لم تنبس ببنت شفه، صمت هو أسوأ من التحرك بالاتجاه الخاطئ.
فالكثيرون في الأرض المحتلة يخشون أن تكون السلطة جزءا من حملة المطاردة المحمومة ولهذا أثرت الصمت.
مشاركة المحتل إن حدثت ستمثل آخر مسمار في نعش السلطة المحتضرة والتي تضع كل بيضها في السلة الإسرائيلية وهي لا تعلم أو لا تريد أن تعلم أن شعبها لن يرحمها.
هذا الشعب ذاته ولتعلم السلطة لن يتوانى عن الوقوف خلفها إذا هي أبدت موقفا وطنيا نادرا يواجه المحتل، وقفة لا يهم معها التجويع ولا الحصار ولا حتى الحرب، إذ أن شعب "الجبارين" يدرك أن ثمن الحرية غال وأن تحقيقها لا يمر عبر المقاطعة في رام الله ولكن بالمواجهة مع المحتل مهما كانت أدواته قاسية.
إذن كان فرارا، لكنه في جوهره انتصار، انتصار لإرادة الحرية على إرادة القمع، وللحق على الباطل، وهو ببساطة حلم مستحيل قد تحقق..
صدم الإسرائيليين وترك حلفائهم في دهشة وحيرة.
وعلى هؤلاء وأولئك أن يعلموا أن القادم أعظم..
وعلى كل الأحوال فمن المؤكد أن المحررين يأكلون الآن "المقلوبة" في حضن أمهاتهم الفلسطينيات والإسرائيليون يندبون حظهم، وعلى المتضرر اللجوء للدعاء!