العلاقات الاردنية الكويتية في الميزان
د.زهير طاهات
08-09-2021 02:47 PM
في الحديث عن دولة مثل دولة الكويت الشقيق لا بد للمرء ان يستحضر كل مقومات الحياة والقوة وكل اركان التقدم والرقي والتحضر الذي واكبته دولة الكويت الحديثة ،ولا بد من الحديث عن نسيج العلاقات الاجتماعية التي تشكل مجتمع الكويت الذي يمضي قدما مع مواكبة العصر بكل مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والتعليمية والتقنية.
وكذلك لابد من الحديث عن الافق السياسي والاجتماعي وهذه الجدلية القائمة منذ نشأة الكيان السياسي الكويتي الذي اسس على مبادىء الشورى وقواعد واسس الديمقراطية قبل ان تعرف كثير من دول العالم نكهة الحياة الديمقراطي من خلال مكونات الحرية التي اصبحت فيه الكويت انموذجا يحتذى في الوقت الذي كانت كثير من الدول تغرق في وحل ظلمات الدكتاتورية والتسطية والارهاب والقمع.
وبفضل العلاقة العضوية التي تربط الشعب مع النظام السياسي والذي يشبه العلاقة بين الروح والجسد وعلاقة كل منهما بحياة الانسان هكذا كانت سينفونية العلاقة بكل تجاذباتها بين النظام السياسي ومنظمات المجتمع المدني ومكونات الحياة السياسية والاجتماعية مبنية على الشورى والمساءلة والتي سقف حريتها سقف المصلحة الوطنية.
ويأخذنا الحديث عن مدى استفادة الاردن من التجربة الديمقراطية الكويتية، التي تتشابه وتتشابك من حيث التكوين السياسي وثقل النظام السياسي في كلا البلدين ، حيث تتجه بوصلة الحياة السياسية نحو الاستقرار السياسي بفضل النظام السياسي في كلا البلدين الذي يشكل صمام امان لشعبيهما ، حيث تختلف الهيئات والمنظمات العامة والخاصة والايديولوجيات في كلا البلدين على كل شيء القاسم المشترك بينهما بان بوصلة الحياة السياسية وما تتركه من ظلال ايجابية على باقي مجالات الحياة بان النظام السياسي في كل البلدين يشكل العمود الفقري لبناء الدولة واستمراريتها في الحفاظ على الهدوء والاستقرار.
اما اذا تحدثنا عن العلاقة بين الشعبين فانه لا شك بان هناك قواسم مشتركة كبيرة بينهما من حيث بنية العقل وتكوين النظام الاجتماعي والساسي والعلاقات البينية النشيطة والمتشابكة في المجالات كافة ، وهنا اتوقف عند محطة مضيئة منذ معرفتي كصحفي متابع للملف الكويتي خلال زياراتي للكويت المتكررة في التغطيات الاعلامية والزيارات الرسمية وما يربطني من علاقات الاخوة مع سفراء دولة الكويت منذ سعادة السفير فيصل المالكي والدكتور حمد دعيج الى ان تسلم راية المحبة والاخوة السفير الحالي عزيز الديحاني لمست الحرص الشديد والتقارب الكبير بين السياسة الكويتية المتناغمة مع مرتكزات السياسية الاردنية في المجالات كافة ، وتشعر بان سفراء الكويت وكانهم سفراء الاردن كما ان سفراء الاردن سفراء الكويت والتقارب الكبير بينهما ، ونحن كشعب اردني لا ولن ننسى وقوف الكويت الشقيق مع الاردن في كافة المجالات واحتضانها للشعب الاردني من شتى اصوله ومنابته والذين اصبحنا نطلق عليهم في الاردن الكويتيين.
واذا كان يحق الحديث عن العلاقات الاكاديمية في المجالات الاعلامية فانني اعتبر أن عميد كلية الاعلام في جامعة الكويت البرفيسور مناور الراجحي هو الجسر الذي تنتقل منه الرؤى الاعلامية والرسالة العلمية بكل تجلياتها بحيث ان ابحاثه تركزت حول جوهر العلاقات الاخوية التي تربط الشعبين الشقيقين ومقالاته الصحفية والتي كانت آخر مقالة تحدث فيها بصحيفة الأنباء الكويتية بعنوان"المملكة الاردنية الهاشمية وعشائرها" حيث رسم بكل صدق وأمانة صورة الانسان الاردني، وعكس بنية تفكيره ، ووجدانه العروبي ، وقد رسم بكل وضوح خارطة العشائر الاردنية التي تلتقي بالنسب والدم مع العشائر الكويتية.
نعم كان الراجحي جسرا للتبادل الثقافي والانساني ، من خلال كتاباته المتكررة عن الاردن وعشقه الاردن التي تبادله حبا بحب وعشقا اردنيا للكويت واهلها وقيادتها.
نعم تحدث البرفيسور الراجحي عن الاردن بمعرفة وعلم ودراية، اكثر من بعض الاردنيين وساهم في تجسير العلاقات البينية وتوثيقها من خلال مشاركاتها في العديد من المؤتمرات والملتقيات الاردنية الكويتية.
تحية للكويت الحبيب ارضا وشعبا وقيادة ، وحماها الله وسدد على طريق الخير والفلاح والنجاح قيادتها الحكيمة.