غابت السكرة واجت الفكرة: نفق الحرية الفلسطيني والخلاص من شوشانك
نضال العضايلة
08-09-2021 11:09 AM
ستة من مقاتلي الحرية الفلسطينيين نجحوا في شق طريقهم إلى خارج أحد السجون الإسرائيلية شديدة الحراسة"، وفيما تفاصيل حفر نفق سجن جلبوع مثيرة للفضول والاهتمام، نجح الزبيدي وهو قائد فتحاوي ورفاقه وهم من حركة الجهاد الإسلامي في حفر النفق وخرجوا منه دون أن يلاحظ أحد، خاصة وأن سجن جلبوع معروف عالمياً بأنه الأكثر أماناً وتشديداً حتى أطلق عليه الخزنة الحديدية.
قصة اقتلاع الحرية كانت أشبه بأفلام هوليود، نفذت بطريقة احترافية على أرض الواقع، وباحتراف يفوق خيال أي مخرج سينمائي عالمي.
الأبطال هم 6 أسرى فلسطنيين نجحوا في حفر نفق في سجن جلبوع ، والهروب دون أن يلحظ أحد من حراس السجن القلعة هروبهم، لتصبح قضية عالمية أذهلت الجميع بدهاء الفلسطنيين الذين ظلوا 6 سنوات مستمرون في حفر النفق الذي سمي بـ نفق الحرية.
وبحسب موقع "واي نت" الإخباري، التابع لصحيفة يديعوت فإن الأسرى الفلسطينيين استخدموا (عمود السرير) في حفر نفق سجن جلبوع من داخل "حمام الزنزانة"، وساعدتهم ظروف أرضية المرحاض لإتمام عملية الحفر بشكل جيد وسريع، ولكن الأهم من ذلك أن الهروب تم وبطريقة وضعت القادة السياسيين والعسكريين الصهاينة في موقف لا يحسدون عليه.
ورغم غرابة القصة ووصفها بالمستحيلة إلا أن هذه العملية البطلة استندت إلى واقعة حقيقية جرت عام 1962 حيث فر ثلاثة من المساجين من سجن الكاتراز عن طريق حفر نفق باستخدام أدوات الحلاقة، وصنعوا قارب من معاطف المطر ليختفي السجناء ولم يتم القبض عليهم ثانية وتم تسمية بطل الفيلم استناداً إلى بطل الواقعة الحقيقي وهو "فرانك لي موريس".
ولكن ما هو الرابط بين عملية الأبطال الستة وفيلم "الخلاص من شاوشنك"، هذا الفيلم الذي يدور حول المصرفي "آندي دوفرسن" المحكوم عليه بالسجن المؤبد بسبب اتهامه بقتل زوجته وعشيقها، وعلى مدار سنوات يكتشف "دوفرسن" اختلاس حاكم السجن الكثير من الأموال ودخوله في عمليات غسيل أموال ضخمة ليساعده "دوفرسن" في ضبط تلك الحسابات، وفي النهاية استطاع دوفرسن من خلال عمله مع آمر السجن الحصول على سكين، بقي يحفر الجدار فيها حتى حفر نفقاً، اوصله إلى بر الأمان.
ولعل عملية الأبطال الستة تعيد إلى الأذهان عملية الهروب الشهيرة الواقعية وهي هروب "أل كابو" و هو تاجر مخدرات مكسيكي والذي خطط للهرب من السجن مرتين، الأولى في يناير 2001 عن طريق تسلق الجدران ليتجنب الملاحقة والقبض عليه لمدة 13 عاماً، فيقبض عليه ثانية عام 2014، ليقضي "أل كابو" في السجن عام ونصف العام، ليتمكن بعدها من الهرب عبر نفق طويل بني أسفل السجن شديد الحراسة، غير أنه في بداية عام 2016 يقبض عليه للمرة الثالثة ويظل في السجن حتى الآن .
كثير من الأفلام والمسلسلات التي استندت إلى قصص شديدة الواقعية حفرها المسجونين الهاربين في التاريخ ليخلدوا أنفسهم مثلما فعل الأسرى الفلسطينيون شوقاً إلى الحرية المسلوبة وهرباً من ظلم سجون الاحتلال.
ولكن ما فعله الزبيدي ورفاقه، أمراً فوق الوصف، خصوصاً وأن سجن جلبوع يسمى "الخزنة الحديدية" لشدة تحصينه وإجراءات الأمن المتبعة داخله، اضافه الى أنه يقع في غور بيسان بجوار سجن شطة القديم ويعتبر جزءًا منه، ويتكون من 5 أقسام وفي كل قسم هناك 15 غرفة وتتسع كل غرفة إلى 8 أسرى.
ويعتبر السجن قلعة حصينة أٌقيمت من الأسمنت المسلح والفولاذ ويحاط بجدار ارتفاعه 9 أمتار ويوجد في أعلاه صاج مطلي وذلك كبديل عن الأسلاك الشائكة التي توجد عادة في جميع السجون، وقد تم إدخال “عنصر سري” تحت أرضية السجن، ولا يسمح بالحفر، وإن تم إخراج جزء من الباطون الذي يغطي أرض السجن يتحول لون أرضية الغرفة إلى لون آخر يشير إلى محاولة حفر خندق.
اذا نحن أمام حالة غريبة وعجيبة نفذها ستة معتقلين أبطال، كسروا فيها الشوكة الأمنية الصهيونية، وهي على غرار ما أقدم عليه فرانك دي موريس، واندي ديفرسن، وآل كابو.