من يحرك الاخر .. امريكا ام اسرائيل
د.حسن عبد الله العايد
21-06-2010 02:30 PM
يثار بين الحين والاخر مسألة في غاية الاهمية وهي من يحرك الاخر امريكيا ام اسرائيل وتنقسم الاراء حول هذا الموضوع في الداخل والخارج حول اهمية الدور الذي تلعبه اسرائيل كحليف استراتيجي لامريكا في منطقة الشرق الاوسط . ولكن في المقابل هناك من يعزز هذا الاتجاه بان اسرائيل تمثل حليفا استراتيجيا لامريكا بينما في الجهة الاخرى هناك من ينظر الى ان اسرئيل تمثل عبئا استراتيجيا على كاهل امريكا . وفي دراسة أعدها كل من "جون ميرشيمير"، مساعد مدير برنامج سياسة الأمن الدولي بجامعة شيكاغو الأمريكية, وستيفين والت أستاذ العلاقات الدولية بكلية جون كندي بجامعة هارفرد . اعترضت الدراسة على الفكرة القائلة بأن إسرائيل تمثل "حليفا حيويا لأمريكا في الحرب على الإرهاب"، بل ويُرجع المؤلفان المشاكل التي تعاني منها أمريكا إلى إسرائيل، فيقولان: "مشكلة الولايات المتحدة مع الإرهاب ترجع في جزء كبير منها إلى كونها متحالفة بقوة مع إسرائيل، وليس العكس".
وبينت الدراسة حجم الدعم الامريكي لاسرائيل من خلال استخدام حق النقض " الفيتو" عدة مرات ضد 32 قرارا لمجلس الأمن ينتقد إسرائيل بعد عام 1992، وأشارت دراسة الباحثان كذلك إلى مصادر قوة ونفوذ لوبي إسرائيل داخل أميركا وعزو ذلك إلى وجود ممثلين لهم في الكونغرس الأمريكي وعلى رأسها الـ"أيباك" اللوبي الصهيوني والذي تعلو اهميته عند انتخاب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك كل ما يتعلق بقضايا العرب ودعم اسرائيل.
وبحسب الدراسة، فإن اللوبي الإسرائيلي يعتمد على عدد من الإستراتيجيات للتأثير واكتساب القوة، منها: التأثير على الكونغرس من خلال المسيحيين الصهاينة داخل الكونغرس، ممن يعتبرون الأولوية المطلقة في السياسة الخارجية الأمريكية يجب أن تكون حماية إسرائيل. والتأثير على السلطة التنفيذية وغالبا ما يتم ذلك عبر الناخبين اليهود في أمريكا و السيطرة على وسائل الإعلام والصحف ، ومن هذه الصحف " وول ستريت جورنال", و"شيكاغو صن تايمز" و"الواشنطن تايمز", ومن المجلات "كومينتاري", "ذا نيو ريبابليك", و"الويكلي ستاندارد". و السيطرة على مراكز الدراسات و إنشاء مركز دراسات خاص بهم, ليصل إلى عدد كبير من مراكز الدراسات خلال الـ25 سنة الماضية، ومنها تحديدا: معهد "أميريكان انتربرايز", معهد "بروكينجز", مركز "سيكيوريتي بوليسي", معهد "فورين بوليسي ريسيرتش", "هارتدج فاوندايشن", معهد "هادسون", معهد" فورين بوليسي اناليسيز", و"جوويش انستيتيوت فور ناشينال سيكيورتي أفيرز". كل هذه المراكز داعمة لإسرائيل وقلما نجد فيها انتقادا للدعم الأمريكي للدولة اليهودية أو قد لا نجد إطلاقا.
وفي المقابل قامت "ايباك" بمضاعفة إنفاقها بحدود ثلاث مرات فيما يتعلق ببرامج مراقبة النشاطات الجامعية وتدريب الشباب المخلصين لإسرائيل ليكونوا سندا لها داخل المجمعات الأكاديمية وإسكات المعارضين، عبر استخدام سلاح "معاداة السامية" من إجل إخراس كل من يحاول تناول سياسات إسرائيل بأي نقد، أو حتى مجرد عرض الوقائع المتعلقة بها.
واخيرا ، فان هناك من يرى ان امكانية العمل على تفادي اخطار فاعلية اللوبي الصهيوني ممكنه وذلك بسبب تراجع الصورة النمطية لاسرائيل بعد احداث غزة وما رافقها من استخدام مفرط للعنف ضد المدنيين من خلال تقرير جولدستون والذي غير من وجهة النظر التي كانت سائدة في الغرب وخصوصا تلك التي تساند اسرائيل .