جائزة ولي العهد لأحسن تطبيق حكومي .. تجربة تستلزم التعميم
د. أميرة يوسف ظاهر
06-09-2021 09:13 AM
خلال الأسبوع الماضي ظهرت نتائج مسابقة استمرت لعام كامل لطلبة تخصصات العلوم الحاسوبية في 25 جامعة أردنية حكومية وخاصة لأحسن تطبيق خدمي حكومي، إذ فازت جامعة اليرموك في المركز الأول، وجاءت جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية في المركز الثاني، وجامعة الأميرة سمية في المركز الثالث، بينما جاءت الجامعة الأردنية في المركز الرابع، وتم توزيع 100 ألف دينار لأربعة من الطلبة المشاركين، وكانت مبادرة ريادية لسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله، الذي يعمل جاهدا لتطوير قدرات الشباب في مختلف التخصصات، والذي وضع نصب عينيه الارتقاء بمستوى الشباب الأردني في القطاع التقني.
لقد كانت المبادرة مهمة وفي وقتها المناسب لطلبة التخصصات الحاسوبية، والذين فتح أمامهم المجال الواسع للمساهمة في تطوير ذاتهم ووطنهم، والشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تقوم بالمساهمة في دعم هذا البرنامج، وكم يكون جميلًا أن يتحول الطالب من متلقي للعلم إلى مساهم حقيقي في التنمية الشاملة التي صارت فيها التطبيقات المختلفة أساسًا لرقي المجتمعات وتحضرها، وصارت هدفا لزيادة الإنتاج والتطور.
لقد أصبح من اللازم أن نتحول إلى مستوى مختلف في التعليم، وصار لزاما على المسؤولين أن يعيدوا النظر في المناهج الحاسوبية والتقنية، بحيث تتناغم مع المستوى الذي وصل إليه العلم الحديث في هذا المجال، وأن يكون هناك مجال أوسع لإجراء مسابقات على مستوى المديريات الخاصة بوزارة التربية والتعليم وعلى مستوى المملكة، فتكون الجوائز مجزية ويتم التركيز على الإنتاج في المستويات المختلفة، وأن يتم اعتماد بعض التخصصات التربوية فتكون تهيئة للتخصصات الحديثة التي يتم اعتمادها في الجامعات، فهناك بعض الدول المتقدمة بدأت بتحديد بعض التخصصات في المراحل الدراسية الأولى، وذلك اعتمادا على القدرات التي يهتم بها الطالب منذ نعومة أظفاره، فهناك من يتجه إلى اللغة والأدبيات المختلفة، وهناك من ينهج الرسم والموسيقى، وهناك مبدعون في التخصصات الحاسوبية والتقنية الأخرى، وقد صارت هناك إمكانية للكسب عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي بما يعزز مجالا أرحب في المستوى الاقتصادي على مستوى الوطن والمجتمع.
وفي هذا السياق أقدم لصناع القرار اقتراحا يمكن تطبيقه في مراحل متقدمة وعلى مستوى وزارة التربية والتعليم كمرحلة أولى: وهو تشكيل فرق مختلفة في القراءة والرياضيات والعلوم الحاسوبية والتقنيات الرقمية والعلوم الكلاسيكية، مع الأخذ بعين الاعتبار التخصصات في المدرسة والمستويات العمرية، وإجراء مسابقة على مستوى المديرية المعنية، ثم يتم التقييم على مستوى المملكة، وتحديد الفريق الفائز بكل تخصص كل عام، وهذا يرفع وتيرة التنافس وينهض بالمواهب في كل التخصصات، وتحدد الجوائز المادية والمعنوية بحيث يتم أخذ مستوى الطلبة في الفرق الفائزة على مستوى المديرية والمملكة بعين الاعتبار عند وصوله لمستوى التوجيهي، فمن الظلم أن يؤخذ المستوى الرياضي والفني فقط بعين الاعتبار ويتم إهمال المواهب المبدعة في صناعة الروبوتات والتطبيقات، والذين يبدعون في المجالات العلمية والعملية في التخصصات المختلفة.
أضع مقترحي أمام سيدي سمو ولي العهد راجية البدء ببرنامج شامل على مستوى المملكة ما يجعل أبناءنا وبناتنا في حلبة التنافس العلمي والتقني، الذي يوفر للارتقاء بمخرجات التعليم، والارتقاء بمستوى التعليم في الأردن والذي يشهد له القاصي والداني، ويجعل هناك بدائل حقيقية تحد من البطالة والتكدس في الكثير من التخصصات الأكاديمية.
وسيكون لزامًا علينا أن نطرح أفكارا من خارج الصندوق لتلبية الحاجات التعليمية الجديدة، وفق عالم يتطور بسرعة ويتنافس الجميع على تطوير سبل الحياة وتحسينها لما هو نافع ومفيد، وندرك أن جائزة ولي العهد تفتح آفاقا في كل الجهات لتطوير التعليم بكل مراحله.