هل خُذِل (الوطن) بمسؤوليه؟!
د. م. محمد الدباس
06-09-2021 01:32 AM
عنوان آخر قد يتجاوز عتبة الموقف والمرحلة، وقد يجد فيه البعض جرأة غير معهودة بالطرح، لكن هي كذلك؛ فأعتقد جازما بأن (الوطن) قد خُذل.. ليس مرّة، وإنما مرات متعددة على امتداد الفترات الماضية من عمر الدولة الأردنية.
وقد يسأل أحدهم؛ كيف خُذِل؟ والجواب بكل بساطة معهودة، أستند فيه على الأوراق النقاشية للملك، والتي أطلقها ضمن فترات زمنية متسلسلة وعددها (7) أوراق؛ ما كانت إلا لتجسد رؤية الملك لحكمه وعلاقته مع شعبه والتي خطّها بيده، وفيها خطوة إضافية من التواصل المباشر والمفتوح مع أبناء شعبه، وأن ما يلفت النظر فيها هو التركيز على سيادة القانون "كأساس للدولة المدنية"، وأن تطوير التعليم هو "أساس للإصلاح الشامل"، كما أن ما يطلبه (الملك) في كتب التكليف السامي قبيل تشكيلها يجد الفارق بين ما كُتب و/أو طُلب من الحكومات وما نُفذ على أرض الواقع، إذاً بكل بساطة يبدو بأن هناك خللا وتراخياً وخذلان؛ وممن؟ والجواب: ممن أنيطت بهم الولاية العامة للدولة.
وقد يسأل سائل، يُخذل (الوطن) مرة ولكن ليس على امتداد تلك الفترة، وأجيبه: بأن مسلسل الخذلان مستمر الى مالا نهاية، حتى وصل الحال "بعلّية القوم" من المسؤولين وهم كثر إلى عدم العمل إلا بتوجيهات ملكية، وكأن ما هو مطلوب منهم ليس من واجباتهم!! ولأن (لا) مسؤول يعمل لمصلحة البلاد والعباد إلا ما ندر منهم، حتى أصبحت سمتهم: التراخي وعدم الإكتراث، ليس (إلا) من باب الإهمال الوظيفي، وسببه عدم تفعيل استخدام اسلوب الردع من الدولة العميقة كوسيلة لتصويب المسار والهدف، وأن من أمِن العقوبة قد أساء التصرف.
وما الحل إذن؟
لن يكون الحل إلا بتنفيذ مزيد من الإجراءات الفاعلة لقلب الجمود، واحداث نقلة (نوعية) في تطوير منظومة الجهاز الإداري والفني للدولة، وتطهيره من المتخاذلين عن شؤون اداراتهم، عندها ستجد الفرق، وسيجد المواطن نقلة نوعية من خلال تعزيز ثقته بمؤسساته، من حيث تحسين مستوى الخدمات والبنى التحتية وتعظيم الإيرادات وتقليل النفقات العامة للدولة ورفع فاعلية وأداء أجهزة الدولة.
وقد يسأل سائل آخر؛ هل هناك من تجارب عملية في ذلك؟ والجواب: نعم، انظروا فقط الى دولة سنغافوره، وماليزيا وكوريا الجنوبية، وانظروا الى تسلسل تطور اقتصاداتها عبر السنين؛ لأنه لا مجال عندهم للعاطفة في التسامح بالخطأ، حيث أن لكل هدف استراتيجي مدة زمنية مدروسة بعناية لتنفيذه ضمن أقصر السبل، وأقل الكلف وأفضل المواصفات الفنية.
ويضيف سائل آخر (من بعيد)، ومن إذن سيُعلّق الجرس في حالتنا الأردنية؟ هنا أقف لأجيبه، بأن صلاحنا هو من صلاح مجتمعنا، فإن أفلحنا فتح الله علينا، وإن أخفقنا؛ استمرينا في مسلسل الخذلان لله والوطن والقائد...
حمى الله الوطن والقائد وحماكم جميعا..