الشباب وأمن المعلومات في عصر البيانات الضخمة
عبدالله فارس العلاونة
05-09-2021 01:02 PM
بازدياد حجم المعلومات وكثافتها ازدادت الحاجة إلى تبادلها وانتقالها من مكان إلى آخر، إما داخل المؤسسة الواحدة أو من مؤسسة إلى أخرى أو حتى بين الدول، وهكذا ظهر ما يطلق عليه ثورة الاتصالات، وأخذ هذا الفرع من فروع الهندسة ينمو ويزدهر مواكباً التطور في علوم الحاسب حتى ظهر مجال جديد هو الاتصالات الرقمية، وأخذ التطور في هذا المجال يزداد كل يوم، وانتشرت شبكات المعلومات، ووجدنا أنها انتشرت في كل مكان، وامتدت خطوطها التي تنقل كميات هائلة من المعلومات عبر الكرة الأرضية، وانطلقت الأقمار الاصطناعية التي تحيط بالأرض من كل جانب؛ لتسهيل انتقال المعلومات من دون الحاجة إلى مرورها في الكابلات، وأخيراً جاءت آخر صرعات هذا الزمان (الإنترنت)؛ لتضع المعلومات على اختلاف أنواعها وكمياتها وأهدافها في متناول أيدي الجميع, ومع هذه المواكبة وهذا العصر نريد ايجاد شريك استراتيجي ومنفذ , وحتى يكون الأمر منطقي وعلمي نحتاج الى كوادر تستطيع تنفيذ هذه العملية , والنسبة الأكبر من المجتمع الأردني القادر على تنفيذ هذه العملية من خلال مراكز معتمدة ومنتشرة حول المملكة هي فئة الشباب بالشراكة مع وزارة الشباب التي تملك اكثر من 90 مركز شبابي منتشر حول المملكة وبجميع المحافظات , ووزارة الاتصالات الرقمية والريادة المعنية بهذا العمل والقائمة على تطبيق مفهوم الحكومة الالكترونية , والقطاع الخاص من شركات الاتصالات المعنية بتطوير مفهوم أمن المعلومات لجمية الفئات العمرية من الشباب حتى تبقي على أمن عملها بالشكل الصحيح وتطوير نهجها العام المعني بعلوم الاتصالات , وذلك لان الشباب هي الفئة المستهدفة من شركات الاتصالات والشريحة الاكبر فعالية كمستخدمين لشركات الاتصالات
لتعريف ما نقوم به نريد ايضاح مفهوم أمن المعلومات وهو الموضوع الرئيسي الذي نريد ايضاحة والقدرة على عدم الغلط بينه وبين الأمن السيبراني.
مفهوم أمن المعلومات: أمن المعلومات: (Information Security) هوعلم قائم بذاته يهتم بتقنيات الحماية للمعلومات التي يتم تداولها عبر شبكة الإنترنت أو حفظها على أجهزة الحاسوب والهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية كافةً وتتم حمايتها من كل ما يمكن أن يُهددها من مخاطر مختلفة، ولا شك أنَّ اختلاف تلك المخاطر المتعددة وتطورها المستمر يتطلَّب العمل المستمرعلى تطوير ذلك العلم، لنتمكن من تفادي و مواجهة كل ما قد يُستَجَد من أساليب المبتكرة في خرق الحماية ومقدرة على الوصول إلى المعلومات غير المُصرحة لهم بها.
من الحديث عن أمن المعلومات والأمن السيبراني تجد أن هنالك نقاط تقاطع بين المجالين، نقاط التقاطع هذه يستخدمها البعض كعذر وحُجّة لاستخدام احدى العبارتين مكان الأُخرى , حيث يتقاطع أمن الملعومات والأمن السيبراني من جهة الاهتمام بأمن المعلومات الالكترونية السايبرية , فالامن السيبراني يعتني بأمن كل ما يوجد بالسايبر ومن ضمنه " أمن المعلومات " بينما يهتم مجال أمن المعلومات بأمن المعلومات وان كانت على السايبر.
الأمن السيبراني يهتم بأمن كل ما هو موجود على السايبر من غير أمن المعلومات، بينما أمن المعلومات لا تهتم بذلك , أمن المعلومات يهتم بأمن المعلومات الفيزيائية “الورقية” بينما لا يهتم الأمن السيبراني بذلك.
العلاقة بين أمن المعلومات والأمن السيبراني هي التقاطع من حيث الإهتمام بأمن المعلومات الموجودة بالسايبر، ويختلفان فيما تبقى من الإهتمامات.. في نفس الوقت لا تستطيع استخدام أمن المعلومات والأمن السيبران كمصطلحين مترادفتين تماما.
ان هناك العديد من حالات الاحتيال الإلكتروني في التحويلات المالية وتم رصدها بحيث وصلت خسائرها قرابة 720 الف دينار عام 2017 . وهذا مؤشر على ان امن المعلومات معني بخسائر مادية لها تأثير واضح على جميع القطاعات , لذلك القطاع الحكومي والخاص معني بتوسيع دائرة الوعي بالمجتمع المحلي وبالتحديد بين فئة الشباب فهي الشريحة الاكبر باستخدامها لخدمة الانترنت.
إن هجوم حجب الخدمات « DDoS» هذه لا تكون عشوائية، إنما هو هجوم مستهدف على مؤسسة أو فرد بدافع معين. فهو لا يُعدّ هُجوماً بداعي نشر البرمجيات الخبيثة أو البريد المزعج «، أن هذه الهجمات الإلكترونية لا تسعى الى سرقة المعلومات وإنما التخريب والتعطيل مما يلحق بالشركات خسائر مالية كبيرة. لذك يأتي مفهوم الحكومة الإلكترونية من خلال وزارة الاتصالات والريادة المعنية بهذا العمل ، حول الكمال وتحسين أداء الحكومة التقليدي بإعادة هندسة وأتمتة الإجراءات، والتحول الرقمي بشكل صحيح مما يعني تزويد خدمات تتسم بالكفاءة، والأمن والسرعة. بالشراكة مع وزارة الشباب والقطاع الخاص , بالتشبيك بين المراكز الشبابية التابعة لوزارة الشباب بتأهليها لتصبح مراكز توعية وحاضنات للشباب من ذوي الخبرة بانشاء دورات بمجال أمن المعلومات والاستفادة من خريجي الجامعات من التخصصات ذات العلاقة وعلى الجهة الاخرى التشبيك مع الجامعات والاكادميات التي تقوم بتعليم العلوم المعنية بهذا الجانب من القطاع الخاص مثل أكادمية اورانج للبرمجة Orange Coding Academy وغيرها من شركات الاتصالات القائمة على هذا العمل.
وزارة الشباب صاحبة المكان من خلال المراكز الشبابية , وزارة الاتصالات الرقمية وريادة الاعمال المشرف والمراقب والداعم , القطاع الخاص المانح والمنفذ , هي عملية تشاركية نحصل من خلالها على مراكز أمن معلومات حقيقية تصدر كفاءات الى جميع بلدان الشرق الاوسط ,
أجعلوا من شباب هذا الوطن قادة بالعلم والعمل , ومواكبة ما يحتاجة العالم من علوم وكفاءات تلائم السوق العالمي ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
أمن معلوماتنا حق لنا , وامن ملعوماتنا كوادره شبابية قادرة على صنع جيل بأكمله.