قصيدة / تنشر لأول مرة / خاصة ب " عمون "رَغِدَتْ به رَغْدٌ وظلّ رَغيدا
والعيدُ كان ولا يزالُ سعيدا
لا يَشمَتنّ بها الخِفافُ إذا رأوْا
شيخا ً وحيداً أثقلوهُ حَديدا
فمِنَ البَداهةِ أن يكونَ مُقيّدا
ومن الشجاعةِ أنْ يكونَ وحيدا
لو لم يكنْ صَدّامَ ما حَفلوا بهِ
كلا ، ولا شَدّوا يَديْه قيودا
حتى إذا وقعَ القضاءُ تحَلقتْ
من حول ِ نعليْهِ الجباهُ حٍُشودا
يكفيكَ أنكَ كنتَ " فوقا ً" والألىَ
رفعوكَ " تحتا ً" والعظامُ عبيدا
ظنوا بأنكَ خامدٌ ، وتجَمّدَتْ
جَزعاً دماؤكَ واسْتحلنَ جَليدا
أللهُ أكبرُ إذ ْ وقفتَ كأنما
عامودُ نار ٍ ما استزادَ وَقودا
فعَمُوا وصَمّوا ثم ّ بعدَ ترَقب ٍ
بَدّدْتَ صمتَ وُجومِهمْ تبديدا :
" هذي المراجلُ " لم يُجيبوا . حُشّع ٌ
وتزنّدوا لما ضَحِكت َ جُمودا
وقفَ القِصارُ يُطاولونكَ إنما
ما احتاجَ أُفْقُكَ أنجُماً وَسَريدا
ما احتاجَ عُنْقكَ وهْوَ يُشرفُ باسقاً
عِقدا من النور البهيّ فريدا
ألله ُ مدّ إليك َ فجرا ً حَبْلَهُ
شوْقاً لتصعدَ سيدا ً وشهيدا
إصْعَدْ لعَمْرُكَ إنّ عُمْرَكَ عامر ٌ
عُمُرا على عُمُر ِ الزمان ِ مديدا
" ميكال ُ " أكملكَ التشَهّدَ صادِحاً
رعْداً يُرَتله ُ السّحابُ نشيدا
لتضوعَ مِسْكاً في الهواء مُنشّرَا ً
وتفوحَ " ندّا ً " في الترابِ و" عُودا "
****
أرثيكَ كيفَ ولم تزلْ مَوْجودا
هل كنتَ يوماً مُذ ْ رُفِعت َ فقيدا
هي أُمّة ٌ رغّاءة ٌ رغّامة ٌ
فيها استناخَ الواقفونَ قعودا
أُفردْت َ في حر الهجيرة بعد ما
ظلّلّت َ نخلَ الرافديْن ِ عقودا
وَقضَيْت َ ب " الفوتيك ِ " عُمْرَكَ واقفاً
طوْدا ً لتحرس َ موطناً وحدودا
تنأى قريباً من خطاكَ مُلاصقاً
للموتِ وَهْوَ يَصُدّ عنكَ صُدودا
لا كالعباءاتِ التي ما رَفرَفتْ
للريحِ إلا كيْ تطير َ بعيدا
شاهتْ وجوهٌ باسراتٌ ذِلة ً
راحتْ تصعّر للأكُف ّ خدودا
باعوا البلادَ معَ العبادِ نذالة ً
واستبدلوا قرْآنهم ْ " تلْمودا "
وأتى زمانٌ إبنُ كلبٍ أخرسٌ
فيه افتقدنا الشجبَ والتنديدا
زَمَنُ " الرّويْبضة ِ " الذي في عمْرهِ
ما قال رأياً في الحياة ِ سديدا
نَصَبَ الحُفاةُ عصا الوضاعة ِ " سُلَّما "
" يبغونَ " حِصنا في الهواءِ مَشيدا
مَنْ عَلمَ المُسْتصْعِدينَ بأنّ في
" بُرْجِ النعال ِ" كَرَامة ً ووجودا
حتى إذا الطوفانُ جاءكَ لاهثا ً
من حَرّ رمضاءِ العراقِ بَرودا
من ذا الذي إلاك َ أطفأ بَرْدَهُ
وبنى عليه من الجحيم ِ سُدودا
يغشاك َ موجٌ فوْقَه ُ موْجٌ على
موج ٍ على حوض ِ " الترابِ " وَرودا
فسقيتَهُ من نار دجلة َ لفحَة ً
سوداءَ كان مِزاجُها بارودا
ما كلُ مَنْ قادَ الجَحافل َ قائداً
أو كلُ مَنْ عَقَدَ اللواءَ عقيدا
زرعوا حَواليْكَ الصحارى " غرْقدا "
مُسْتعرِبينَ أعاجما ً ويهودا
فدفعتَ كالإعصارِ زٍنْدَكَ " منجلا ً "
تذروهُ كفُكَ قائما ً وحَصِيدا
وَغرَسْتَ كفكَ في الإسار ِ فأنبتتْ
في كل حرٍ في العراق ِ زنودا
وبنيتَ = نعلمُ = كم بنيت َ مصانعا ً
وزرعتَ = نشهَد ُ = كم زرعت َ ورودا
بغداد ُ تقسم ُ بعد رَشْدِكَ أنهُ
ما كان هارونُ الرشيدِ رشيدا
مِنْ أيّ شَمْس ٍ صيغ وجْهٌ فالق ٌ
للصبح بُشّر َ جنّة ً وخلودا
ما خط ّ كف ُّ الموت ِ لاسمك َ ضِدَّهُ
لكن : " حُسيْنا ً " مثلَه ُ و " مجيدا "
رغِدَتْ بِهِ " رَغْد ُ " وظلّ رَغيدا
والعِيد ُ كانَ ولا يَزَال ُ سَعِيدا !.