ماذا نقول وقد تحول المجتمع في اغلبه إلى فقراء ومتسولين بأشكال مختلفة بعد أن نفذ صبرهم ولم يبق لهم حيلة في الحصول على عيش كريم.
ماذا نقول للنساء الأرامل وللرجال العاجزين صحيا وغير القادرين على العمل ونساء وأبناء الذين يقبعون في السجون
والشباب العاطل من العمل إذا اختفت فرص العمل ولم يعد بمقدورهم الحصول على مال يسير يغطي حاجاتهم بعد أن اغلقت الأبواب في وجوههم.
وماذا نقول للمتسولين والباحثين عن الطعام في الحاويات وعلى جوانب الطرقات والذين يسرقون ليسدوا رمقهم من الجوع.
قصور يرقد بها الاغنياء وسيارات فارهة يتمتع بها الأثرياء وسفرات سياحية ترفيهية لاصحاب المال والمناصب القياديه واسراف وتبذير ممن يملكون ناصية المال الذي حصلوا عليه في غمرة الفساد واستباحة الحرام.
فئة قليلة تتمتع وتنعم بالعيش الرغيد وكثرة قتلها الجوع واصابها الغبن وتعيش على الإقتراض غير المردود والدين غير المسدود في طل تفاقم الأسعار وارتفاع كلف المحروقات والكهرباء والماء والهاتف وانتشار البطالة وضيق العيش.
المنظرون كثر ويتحدثون عن استراتيجيات لمكافحة الفقر والبطالة من بروجهم العاجية وقصورهم من باب ترف الحديث وإطلاق الأقوال من غير أفعال والحال مائلة والعين بصيرة واليد قصيرة والنتائج مغضبة ولا بصيص من امل في الافق.
ماذا يفعل هؤلاء المحرومين والمهمشين اذا كان صندوق المعونة الوطنية يقدم لهم النزر اليسير الذي لا يغطي أجرة المنزل وفواتير الكهرباء والماء والهاتف ومن أين يأكلون وكيف سيتعالجون وكيف سيتنقلون بل انهم متسولون.
اما آن للقلوب القاسية والمتعجرفين ان تتحرك عواطفهم وان يشمروا عن سواعدهم ليتقدموا بفعل حقيقي تجاه هذه المعاضل التي تؤرق اصحابها وتفتك بهم وتهوي بهم إلى الحضيض ام ان الخيار هو التنحي عن المسؤولية وترك الأمور على حالها.