مخطئ من يعتقد أن الأردن صحراء قاحلة، ومخطئون كل أنصار البيئة حين يعتقدون أن البيئة الخضراء في خطر، فالمزارع غير الخضراء تكاد تملأ مساحات الوطن ، فالوزارات مزارع، والدوائر مزارع ، هذا مفهوم جدا، ولكن ما ليس مفهوما لي أن يتحول المواطنون إلى أصحاب مزارع!!
فمدير أي موقع يعتبر موقعه مزرعة !
ورئيس أي ناد يعتبره مزرعة، أوليس الأردن يحتفظ بلقب أكثر رؤساء الأندية الرياضية خلودا ؟
ورئيس أي مؤسسة مدنية : حزبا كان أم جمعية أم منتدى ثقافيا يتصرف كصاحب مزرعة ؟
إذن لدينا مزارع حكومية شرعية ، فالحكومة صاحبة حكمة ولذلك نعتقد بحقها في إدارة مزارع الوطن !! هذا تعودنا عليه ، وليس لي اعتراض !!فليس لها غير هذه المزارع الوطنية . ولكن ما ليس مفهوما أن لدينا مزارع أهلية – غير حكومية-
يقرر أي مسؤول – ولو بالوراثة - إدارتها بنفسه، فيقبل ويرفض ، ويقرب من يشاء ويمنع من يشاء بغير حساب !!
ففي الندوات الإعلامية مثلا يختارون من ليس له علاقة بالموضوع ليتحدث فيه ! وكم من ندوة حضرتها لم يقدم " خبراء" صاحب المزرعة فيها شيئا ولو قديما !
وفي مؤسسات المجتمع المدني تراهم يطعمون أو يمنعون " الماعون"
أفهم مذيعا يمنع لاعبة مبدعة بسبب ما يراه من خلل في لباسها ، فهو يمثل شيخ المؤسسة، ولكن كيف نفهم مؤسسة ثقافية أو إعلامية تمنع حدثا ثقافيا ؟؟ وهل يحق لرابطة الكتاب مثلا أن تمنع شاعرا ؟ وهي باعتقادي لم تفعل !!
وهل يحق لرئيس جمعية أن يمنع حدثا اجتماعيا ؟ وهل يحق لأي من احتل موقعا أن يمنع حدثا بنفس طريقة مذيع التلفزيون الأردني ؟ هل نحن بحاجة إلى قوانين في العمل الحكومي ؟ نعم !
نحتاج تشريعات . ولكن في العمل المجتمعي إنسانيات !
وفي العمل الثقافي نحتاج قيما وأخلاقا وانفتاحا وتحررا من كل مواقف شخصية.
إذن ! الخراب ليس حكوميا ، ولا رسميا بل شعبي مجتمعي له قيم رسمية . ففي المزارع يقرر المالك كل شيء ولا يستشار العامل في أي شيء !! هذه مزارعهم ! فلا تزاحموهم عليها !
وتحية إلى كل مؤسسة ثقافية تفتح ذراعها للثقافة ! عسى أن يتوقف أصحاب المزارع التي اعتقد المجتمع يوما ، وأنا منهم أن مؤسستهم الثقافية وطنية !!
وأخيرا هل الناس على دين مسؤوليهم ؟ ربما لست أدري !!.