الآباء يمسكون الهاتف والأبناء يضرسون
عرار الشرع
03-09-2021 03:06 PM
لا ننفك معشر الآباء من إبداء الاستياء من تعلق أبنائنا وبناتنا بالهواتف النقالة من برامج "شات" وسوشال ميديا وانترنت مختلفة.
نقرعهم ونسمعهم الكلام القاسي ونروي لهم كيف كنا نعيش قبل الهواتف وكيف يفسد "الانترنت" حياتنا الاجتماعية وعلاقاتنا الأسرية، وكيف كنا نجتمع على طبق واحد وكيف وكيف.
لم نسمع منهم يوما ولم يحاولوا الرد علينا، فقد تعودوا على هذه الاسطوانة وملوا الكلام المكرر فكيف لهذا "الشايب" أو تلك "العجوز" إدراك ما نقوم به وهم لا يعرفون ألف باء التكنولوجيا الحديثة.
تصوروا أن معهم حق..
فنحن جيل إلى زوال وهم جيل إلى صعود لا نقدره حق قدره، هي دورة حياة طبيعية، فقد كان أهلنا يرون في تصرفاتنا خروجا عن المألوف وتدميرا للنفوس.
أكاد أجزم بأننا معشر الآباء معجبون بأبنائنا خاصة من شبوا عن الطوق ونصل في بعض الأحيان إلى الاستغراب من إنجازاتهم وقدرتهم على التكيف مع المتغيرات، فهل تساءلنا يوما كيف تطوروا إلى هذه الدرجة، الجواب بسيط، هي سنة الحياة فأغلبنا لا يدرك أو لا يريد أن يدرك بأن قدراتنا اليوم ليست كما كانت قبل 20 أو 30 عاما وأن طموحاتنا تضاءلت وتلاشت حتى تجسدت فيهم.
ولنتذكر عندما نحذر أبناءنا من الهواتف اللعينة أن نضعها جانبا.