قد يجد البعض غرابة في هذا العنوان، والذي يحمل في طياته مفهوما لمعالجة واقع لم يكن يوما إلا شأنا للوطن، طالبين رفعته وشموخه، وفيه خروج عن المألوف في التعبير لكسر أحداث الواقع الملم.
لا يخفى على أحد بأننا نحن بحاجة الى ثورة نهضوية في كل المجالات في هذا الوطن؛ ثورة مقياس نبضها هو (سرعة) تحقيق المطلوب إنجازه بعيدا عن التأخير؛ فليس الإنجاز هدفا بقدر ما هو (ميقات) تحقيقه، فلقد كان تنفيذ مشروع الباص السريع مثالا ثقيلا؛ لا أعتقد (بعيدا عن المجاملات) بأنه قد حقق أو سيحقق المؤمل منه تحديدا. فهو باص يسير بالوقود التقليدي (الديزل) لا (الكهرباء) مثلا والتي لدينا فائض منها، ولن يقلل من بصمة الكربون المؤملة
(Carbon Footprint)
لتحسين عناصر البيئة المحيطة، وهناك أمثلة أخرى لا تخفى على أحد، كان وقعها الإقتصادي سلبيا على المواطن في قطاعات الطاقة والبنى التحتية تحديدا.
شئنا أم ابى البعض منا؛ فلم يكن (الملك) يوما إلا قائدا؛ ورث السياسة عن كثب؛ حتى أصبح الهاشميون صناع السياسة في المنطقة، ويكفينا فخرا أن يكون الملك قائدا مديرا للملفات الخارجية الأصعب للدولة تحديدا، وأحمد الله بأنها لا تدار مباشرة إلا من قبله.
وكما أن للجينات دور فاعل في حسم العديد من التكوينات الجندرية لسمات الشخصية؛ إلا أن الخبرة المكتسبة لأي قائد قد تتضافر مع العوامل الوراثية لتكوين الشخصية (الملهمة) لهذا القائد.
حين أتابع إنجازات هذه الحكومة، واشاهد إنجازات المؤسسة المقابلة لها في ديوان الملك؛ تجد -دوما- الفارق في الإنجاز ومعالجة العقبات والعوائق من ناحية الكم والكيف لصالح مؤسسة العرش، بالرغم من أن الحكومة وحسب الدستور تتحمل وزر الولاية العامة للدولة على كافة مرافق الدولة، أنظر لطفا المادة (45) & (47) من الدستور وبيدها كافة السبل لمعالجة الأمور. مما يحتم أن نسأل أولا: أين الخلل؟ ولم هذا التدهور في تحقيق الإنجازات المطلوبة؟ ولم التأخير في تحقيق المنجز؟
وهذا يقودنا إلى التساؤل التالي؛ ما هي نوعية الثورة الذهنية المطلوبة لهذا الوطن؟! أهي "ثورة ذهنية" للكوادر المختصة تحديدا، ام لتوفير الأدوات والسيولة اللازمة للتنفيذ؟ أم نقص في (حماة الديار) ممن يُؤتمنون على خيرات هذا البلد؟ أم ماذا؟
انظروا الى مراحل تطور قيمة الناتج المحلي الإجمالي عبر السنين لبوابتي جنوب شرق آسيا وكمثال: سنغافورة وتايلند وماليزيا، وانظروا الى عالمنا العربي المتردي واقعه يوما بعد يوم، وتردي واقعنا البيئي والإستثماري والإقتصادي والنتائج المرجوة من القطاعات الحيوية في هذا الوطن، وأنظروا الى اخفاقات مراحل انشاء مسارات الباص السريع في عمان كمثال مثلا؛ وتأثير ذلك على حركة النقل العام ومشاريع القطاع الخاص ضمن (مسار) هذا المشروع المنفذ، ولنسأل نفس السؤال، أي ثورة ذهنية نريد أو تريدون؟
حمى الله الوطن والقائد وحماكم جميعا؛؛