نشاط يستحق الشكر والتقدير ولكن ..
هارون الصبيحي
02-09-2021 07:50 PM
الأمسيات والندوات والإشهارات الأدبية والثقافية التي تنشط منذ فترة عمل يستحق الشكر والتقدير لكل الجهات التي تقوم به، لكن الفوائد قليلة، لماذا؟ لأن الحضور قليل ويقتصر على بعض الأدباء والمثقفين وعائلاتهم.
النجاح هو أن تجذب الناس أو أن تذهب إلى أماكن تجمعهم وتعقد الندوات الأدبية، النجاح الحقيقي أن يصل صوتك وما تكتب إلى العامل والمزارع والتاجر والشيخ والأم والطفل، إلى عامة الناس لا إلى نخبة أو طبقة أو فئة معينة فقط..
كيف سيصبح للأدب دور وتأثير في المجتمع والوطن بدون أن يسمعك الناس ويتابعوا الحوارات والقراءات الأدبية بشكل مباشر؟
متابعة الحوارات والندوات الأدبية والثقافية وقراءة الأدب الجيد، كل ذلك من الأمور الرئيسية التي تمنح الإنسان النظرة العميقة للحياة التي تساعده على الإنتاج والإبداع والإبتكار في المجال الذي يعمل فيه، السؤال الذي يطرح نفسه: كيف سنقنع الناس بالمتابعة في ظل ضغوطات الحياة المعيشية؟
برأيي هذا يحتاج إلى ندوات للحوار بين نخبة الأدباء والمثقفين والهيئات والمؤسسات الأدبية والثقافية، نحتاج إلى الحوار مع وزارة الثقافة و أمانة عمان الكبرى و وسائل الإعلام و طرح حوافز للناس من أجل متابعة الحوارات والأمسيات الأدبية، ومن المهم جداً استغلال الحدائق والمتنزهات لعقد الأمسيات الأدبية مع التركيز على أدب الطفل، لماذا لانجرب ذلك وهو لايكلف شيئاً يذكر؟ كما أنه يضع الأدباء وجهاً لوجه مع الناس بدلاً من عزلتهم التي خلقت فجوة واسعة بينهم وبين الناس وجعلتهم بلا تأثير يذكر...
من الأماكن التي تصلح للأمسيات الأدبية على سبيل المثال لا الحصر
المدرج الروماني، حديقة المدينة الرياضية خلف المركز الثقافي الملكي، الحديقة الألفية- تلاع العلي، حدائق الحسين، لتبدأ التجربة في عمّان ...
الأدب بجماله ومتعته وعمقه يحمي المجتمع ويعطينا مع مرور الوقت جيلاً قوياً فكرياً ونفسياً،
كل الطرق القديمة والتقليدية للتغيير ونشر العلم والأدب والإبداع أصبحت اليوم بلا فائدة وغير مؤثرة، برأيي على وزارة الثقافة والهيئات والمؤسسات الثقافية أن تجتهد وتبتكر وتحفز الناس وتصل إلى مواقعهم.