اعتاد العرب على كثرة الأقوال حتى أصبحت احجامها تقاس بالشوال ولا يتسع لها الغربال لتخرج منه الشوائب وما فيه من اعتلال وانحراف وضلال وسقط وخيال ذي وبال.
يتقنون فن الخطابة برفق وبراعه وجودة وصلابه باللغة الفصيحة الجذابه واللغة العامية الخلابه وسلب العواطف الجياشه وتحريك المشاعر الفياضه وبلغة الجسم الاخاذه يمينا ويسارا وفي كل حاره ويظن المستمع ان هناك علامات واماره ونتيجة معتبرة وعصاره وإنجاز مرتجى في كل عماره
واذا به نسج من الخيال ذي قوة جباره واستحلال للكذب وتكريس للخساره وضحك على اللحى ومسخ لكل تجاره والحال مائلة وخواره والعزيمة ساقطة وبواره والذل منتشر في كل ركن وزاوية وشماعه.
سئمنا كثرة القول والصياغه والوعود البراقه والتسويف والبصاره وسوق الأحلام في كل صبيحة وامسية محتاره واستحى الخذلان منا بكل جد وصرامه واستاءت النفوس واصبحت حيرانه.
كفوا عن الأقوال المثيرة الجراره واستبدلوها بافعال معتدلة صياره وخطوات محسوبة فعاله وواقع وإنجازات مثمرة وريعانه وعمل وجد وسدانه وصدق ووفاء واستدامه وقلوب مليئة بالرفق والحصافه ورؤى ورسائل ترق لكل نفس متعطشة وتواقه وأمل وبريق يذهب الكآبه وتنالون به الرضا والحصانه.