الملف الأفغاني من المنظور العربي!
د. عادل محمد القطاونة
02-09-2021 02:10 AM
مع تصاعد وتيرة الأحداث في أفغانستان، وبعد سيطرة حركة طالبان على مفارق الدولة عسكرياً ومدنياً، يتساءل البعض عن تأثير هذه الأحداث على الدول العربية؟ وهل ستؤيد الدول العربية هذا التحول؟ أم إنها ستقف مراقبةً لردود الفعل الغربية وخصوصاً الولايات المتحدة الامريكية وروسيا من الأحداث هناك!!
إن القول الرائج أن العالم العربي بعيد كل البعد عن ما يحدث في أفغانستان قد لا يكون دقيقاً، فتلاقي وتضارب المصالح ما بين الدول اقتصادياً وسياسياً وأمنياً سيكون له دور كبير في إعادة النظر إلى الأمور، فطالبان التي كانت تشكل خطراً على العديد من الدول والإشارة إليها في السنوات الماضية كحركة راعية للإرهاب لا يمكن وصفها اليوم بأنها قد تخلت عن بعض سياستها الرامية إلى تحقيق رؤيتها في فرض الفكر الإسلامي المتشدد القائم على القوة!
في مقابل ذلك يرى تيار فكري أكثر اعتدالاً إلى أن حركة طالبان اليوم هي أقل حدة ودافعية في فرض القوة أو فرض فكرها على أقل تقدير، حيث أن البعض يؤكد أن الحركة تريد أن تحقق اصلاحاً اقتصادياً إجتماعياً داخلياً، وليس لديها أية أجندات خارجية !
الجيش الأفغاني ما زال حتى اليوم غير واضح المعالم، فالجيش النظامي لم يكن بمستوى الحدث في نظر المعارضين لسياسات طالبان، بينما يرى كثيرون أن بعض أفراد الجيش الأفغاني كانوا من المؤيدين لسيطرة طالبان!
تبقى الأسئلة مفتوحة في ما سيكون من ردة فعل الدول العربية كدول شريكة في إحداث السلام الدولي وكأعضاء فاعلين في منظمة الأمم المتحدة، وهل سيكون لمجلس الأمن الدولي كلمة حاسمة في قادم الأيام؟ أم بعض التنظيمات المتشددة ستجد لها طريقًا ممهداً في افغانستان لإعادة حساباتها من جديد!