بالصدفة وانا ماشي بحارتنا بمنطقة " الجبيهة " ..شاهدتُ مجموعة من " عمّال الوطن " وكانوا منهمكين باعمالهم " فتح مناهل " و " جمع نفايات " من الشارع وامام البيوت ، وكان ثمّة سيارة تابعة لامانة عمّان وجمهرة من الناس .. وكان ايضاً هناك شخص يحمل كاميرا ويقوم بالتقاط صور لضابط امن يقدم الماء للعمّال.
توقفتُ عندهم ، بعد أن لاحظتُ المصوّر يلتقط صورة تحمل طابعا شبه احتفالي.
سلّمتُ على مندوب " أمانة عمان " وعلى رجل الأمن وعرّفتهم بنفسي ، وقلت مازحا : مادام في تصوير ، اذاً الموضوع يعنيني بحكم " مهنتي " كصحفي.
سالت، وأخبرني ان المناسبة " تكريم الأمن العام لعمّال الوطن "...
شعرتُ بفرح ما من هذا السلوك الراقي والحضاري من قبل قيادة ورجال الأمن العام الذين لا يتوقف دورهم بتوفير الأمن للمواطنين بل يشمل الحياة العادية..
واستذكرتُ عطاء " عُمّال الوطن " الذي لا يتوقف ، والذي يأسرني كلما صادفتُ أحدا منهم في ساعات الصباح وهم يجمعون " مخلّفاتنا " التي يبعثرها بعضنا على أطراف الشوارع مع ان " الحاويات " لا تبعد عن بيته امتاراً قليلة..فيأتي عمّال الوطن تحت حرارة الطقس او في برد الشتاء ليعيدوا لشوارعنا واحيائنا نظافتها من " كسل " و " عجرفة " مُحدثي النعمة.
عادة ما يكفائني هؤلاء " العمّال " ب تحية الصباح بمجرد أن يروني ولو من بعيد.. وهم يعرفونني بحكم حديثي الدائم معهم وممازحتهم.
وخلال توقفي في " مكان التكريم " والذي جاء بالصّدفة ، أستأذنتهم بالتقاط صور تعبر عن الحدث الطيّب ، فوافقوا ، وهممتُ بالانصراف، عندما لاحظ أحد الحاضرين بيدي " كيس زبالة "..
فقال : هات الكيس عنّك ..
لكنني رفضتُ وشكرته طبعا ، وقلت :
" جُحا أولى بجلد ثوره " و.. مخلّفاته ..!