السبت 18 يناير, 2014 - 54:11 بتوقیت أبوظبي
هاتفني صديقي بالقول.. ما أصعب أن ينعى الإنسان نفسه.. لم أجد ما أجيبه سوى القول.
"آه يا عبدالله" لو تعلم حجم الألم في"...
وأنا مدرك أن به من الألم ربما أكثر مما في...
نعم قررت أن أنعى نفسي بعد أن نعيت أمة...
نعم قررت أن أرثي نفسي بعد أن رثيت حضارة...
نعم قررت أن ألفظ نفسي بعد أن لفظت الأمل في وطن يحضنني...
آه يا عبد الله ... ذبحوا أمسنا.. ويومنا.. وغدنا...
تركونا أيتاما ... على مائدة اللئام ومضوا متشبثين بمصالحهم... سلطة وغنيمة وابتزازاً
آه يا عبدالله... منعونا الحرية والابتسامة وحتى كسرة الخبز...
تركونا نفترس بعضنا البعض.... يتفرجون على مصارعة الصراصير ويراهنون... الكل رابح إلا الصراصير...
المراهنون يقبضون ربحهم ويمضون إلى فراشهم الدافئ ويتركوننا للسفاحين في العراء نهباً واللصوص والمغتصبين...
يحصون غنائمهم.. ونحصي جراحاتنا..
يغلقون على أموالهم الخزائن ونغلق على آلامنا الصدور..
لكن الصدور عارية... والقلوب يأكلها الأسى...
أعلمت حجم حزني وألمي وغلي ؟... أنا واحد من ملايين هّدهم حزن لو استحال رصاصاً فلن يبقي ولا يذر...
فلماذا البقاء بعد أن سفحت أرواح من نحب...؟
ولماذا البقاء بعد أن قتلنا فرحنا بأيدينا...؟
ولماذا البقاء بعد أن خلعنا ثوب العفة والانفة والفخار...؟
لنرحل... ولكن فلنأخذ معنا المراهنين.