فائض من المطاعيم .. ماذا نفعل به؟
د. إبراهيم البدور
31-08-2021 11:42 PM
بعد استقرار الحالة الوبائية في الأردن وعدم دخولنا موجة ثالثة عنيفة كما حدث في الموجتين السابقتين، وبعد الدراسة المناعية التي قامت بها منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع وزارة الصحة والتي خلُصت الى أن 74 % من الأردنيين أصبحت لديهم مناعة مجتمعية ضد فيروس كورونا؛ يبرز السؤال: كيف سنقنع الأردنيين للذهاب لأخذ المطعوم بعد توفره بكميات كبيرة؟ وماذا سنفعل بالكميات التي تعاقدنا عليها؟
الأردن وسع خياراته في توفير المطاعيم؛ فقد قام بإجازة 5 أنواع مختلفة من المطاعيم، وتعاقد مع شركات مختلفة لتوريد كميات كبيرة وصلت الى 13 مليون جرعة وذلك لإعطاء أكثر من 65 % من المواطنين لكي يصل الى ما يسمى المناعة المجتمعية.
لكن، ولغاية الآن تم إعطاء بحدود 6 ملايين جرعة فقط، وهناك هبوط حاد في أرقام المسجلين على منصة إعطاء المطاعيم، حيث تزداد المنصة يوميا بحدود 8 آلاف شخص فقط، وهو عدد المطعمين الجدد.
جلالة الملك -وبحكم علاقاته – قام بتوفير عدد من مطعوم فايزر خلال زيارة الولايات المتحدة الاميركية، وكذلك من المطعوم الروسي في آخر زيارة لروسيا، ومطعوم استرازينيكا خلال زياراته الى الاتحاد الاوروبي (زيارة اليونان الاخيرة).
واذا ما أضفنا ذلك للتعاقدات التي أجرتها الحكومة، ستكون لدينا فعليًا كمية كبيرة من المطاعيم لا نعرف لمن نعطيها مع تزايد عزوف الناس عن أخذ المطاعيم.
مع الدراسة الاخيرة لقياس مناعة المجتمع ضد فيروس كورونا والتي أثبتت أننا فعلياً وصلنا لمناعة زادت على 74 %، ومع دخولنا الموجة الثالثة وعدم تسجيل ارقام عالية، ومع فتح جميع القطاعات وعدم الالتزام بقواعد التباعد والكمامة؛ تولد شعور زائف عند الناس أننا في مأمن وأن كورونا أصبحت من الماضي ولا داعي لأخذ أي مطعوم، وأن أخذ المطعوم لن يغير في الامر الواقع شيئا كوننا وصلنا للمناعة المجتمعية.
أعتقد أن المطلوب اليوم هو زيادة وعي الاشخاص الذين يرفضون أخذ المطعوم، ووضع خطة للوصول الى الفئات الأكثر خطورة مثل كبار السن (فوق 60 عاما) والذين تزيد نسبة غير المطعمين فيهم إلى 40 %، وكذلك توزيع المطاعيم على المراكز الصحية وتوفيرها بشكل يومي وسلس مع إغلاق محطات التطعيم المنتشرة في المملكة.
وفي النهاية، أرى أن وجود فائض من المطعوم هو شيء جيد، حيث يمكن استغلال تلك الكميات في إعطاء جرعة ثالثة مدعمة للجميع لرفع نسبة الاجسام المضادة، ويمكن أن نخزن المطعوم ونعطيه بشكل موسمي كون أن الدراسات الحديثة تؤكد ان فيروس كورونا أصبح فيروسا موجودا ضمن الفيروسات الموسمية، وأن المطعوم سيتم أخذه بشكل دوري وموسمي.
(الغد)