حسب المثل الجزائري الشهير(محبة عسل) ، الذي يطلق على كل محبة سريعة الزوال كسرعة غسل العسل بالماء عن اليدين. عسل الكنافة وقطرها ما أسرع ما يغسل أيضاً من ذاكرة الناخب والمرشح:ربما لو جرب المرشحون (التحلاية) بالبطيخ والشمام لكان في الأمر نظرة: بداية مبكرة لموسم ما زال في أوله،.
ناخب يقطر عرقاً قال متأففاً لمرشح حامي الوطيس منذ الآن: يجب أن يكون لك موقف صارم من ظاهرة الاحتباس الحراري للأرض، ، التي سببت لنا كل هذا الحر واختلاف المناخ ، فقال المرشح متحمساً: سوف أنصب لكم أكبر مروحة في العالم على قمة الجبل ، وخلي البرد يدوخكم،،.
في ظل بركات الصوت الواحد ، سنبقى في كل انتخاباتنا وراء المبدأ :(عد رجالك ورد الماء) ، ففي عرف القدماء أن الذي لديه رجال أكثر يستطيع أن يشرب ويسبح ويسقي حلاله وبساتينه ، والبقية عليهم أن ينعموا بالعكر والطين..هكذا الدنيا،،.
العشائر الكبرى ، وحفاظا على مركزها الانتخابي وثقلها الاستراتيجي ستمارس ديمقراطيتها الصارمة (أحياناً بصناديق اقتراع داخلية) ، ولن تسمح لأكثر من مرشح أن يمثلها ، وهذا تكريس جديد لمبدأ الكثرة والعدد.. المهم أن أبناء الفخذ الكبير لهم القدح المعلى دوما: ديمقراطية سمك البحر،،.
ويبقى من العدل أن نثني على بعض العشائر التي ستفرز لنا مرشحين مقبولين وذوي اختصاص ودراية ، وتقصي كل من يتنطح للأمر بحجة أن وراءه كذا وكذا من الأصوات: لكن من يعترف بعكورة زيته؟،،،،.
يتندر بعض الأصدقاء أن رجلاً باع صوته لمرشح مريش ، في الانتخابات الماضية وعندما عاتبوه أن كيف سيدخل الحرام إلى بيته قال لهم : أبدا لم أدخل الحرام بيتي ، فقط (قصرت) الدار قصارة خشنة من بره ، معقول (أفوّت) الحرام على بيتي وأولادي،،.
عجوزاً حصيفة ظريفة قالت ذات انتخابات عن الذي تتمنى فوزه: المهم أن يكون الفائز قلبه على البلد ،،. وأنا سأمنح صوتي لصوت تلك العجوز ، التي صارت بدار الحق. ففي النهاية وبعد إعلان النتائج نريد أن يكون الفائز إبناً للبلد ، وليس ابن نفسه ، أو أهله فقط. وكل تحماية انتخابية وأنتم بخير،،.
ramzi279@hotmail.com
(الدستور)